وأنشد في توضيح المثل في قوله تعالى: " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون* ساء مثلا ًالقوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون " [الأعراف١٧٦١٧٧]
صَائِر مَرّة إلى أنْ يزُولا
(٦٩) كلّ عيش ٍوإنْ تَطاول دَهراً
في قلال ِالجبالِ أرعى الوُعولا
لَيْتَني كُنْتُ قَبْلَ مَا قَد بدَا لي
شَابَ فِيهِ الصغيرُ يَوْماً ثقيلا
إنّ يومَ الحِسَابِ يومٌ عظيم
الشاهد: استشهد الشاعر بهذه الأبيات في مناسبة حديثه عن سبب نزول الآيتين الكريمتين، فمن الآراء التي قيلت في ذلك أنها نزلت في أمية بن أبي الصلت، فمن رأى هذا الرأي قال: كان ابتداء أمره قرأ الكتب، وعلم أن الله تعالى مرسل رسولاً في ذلك الوقت، وظن أنه يكون ذلك الرسول، فلما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم حسده، وكان قصد بعض الملوك، فلما رجع مر على قتلى بدر، فسأل عنهم، فقيل: قتلهم محمد، فقال: لو كان نبياً ما قتل أقرباءه، فلما مات أمية، أتت أخته الفارعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألها عن وفاة أخيها، فقالت: بينا هو راقد أتاه اثنان، فقعد أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجله، فقال الذي عند رجله للذي عند رأسه: ... الأبيات. (١٩٧)
ولا شيء أعلى منك جدّاً وأمجدُ
(٧٠) لكَ الحمدُ والنّعماءُ والفضلُ ربَّنا
لعزّته تَعْنُو الوجوهُ وَتَسْجُدُ
مليك على عرش السماء مُهَيْمِنٌ
وأنهار نور حوله تتوقدُ
عليه حجابُ النور والنور حوله
ودون حجاب النور خلق مؤيدُ
فلا بصرٌ يَسْمو إليك بطرفهِ
وأعناقهم فوق السماوات صعد
ملائكة أقدامهم تحت أرضهِ
فرائصهم من شدة الخوف تصعد
قيام على الأقدام عانون تحته
مصيخون للأسماع للوحي ركد