واستشهد به في تفسير قوله تعالى " كلتا الجنتين آتت أُكلها "(٢٢٣) فالمعنى: كلتا الجنتين آتت كل واحدة منهما أكلها، ونظيره " وجعلنا ابن مريم وأمه آية "(٢٢٤) أي: وجعلنا كل واحد منهما آية.
والمسي والمصبح لا بقا معهْ
(٨٦) لِكُلِ هَمٍّ مِنَ الهمومِ سَعَهْ
الشاهد: الشاهد فيه كالشاهد الذي في قبله أي: كل واحد منهما.
(٨٧) كأنّهن فتياتٌ زَوْرُ
الشاهد: زور: قال تعالى: " أو يصبح ماؤها غوراً "(٢٢٥) أي داخلا ًفي الأرض لا تناله الأيدي والدلاء، يقال: ماء غور، ومياه غور، ومنه قوله عز وجل:" قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً "(٢٢٦) أي غائر، وكذلك كل ما كان من هذه الأسماء بوصف مصدره، كما يقال: رجل زور، وفطر، وصوم، أي: زائر، ومفطر، وصائم، واستشهد على ذلك بقول الشاعر: كأنهن ... والزَّورُ: الذي يزورك، ورجل زَوْرٌ، وقوم زَوْرٌ، وامرأة زَوْرَ، ونساء زَوْرٌ، يكون للواحد والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد لأنه مصدر. (٢٢٧)
فَلا عَطَسَتْ شَيْبَانُ إلاَّ بِأجْدَعا
(٨٨) فهُمُ صَلبُوا العَبْدِيَّ فِي جذع ِنَخْلةٍ
الشاهد: في جذع نخلة، أي: على جذع نخلة، واستشهد بهذا البيت في تفسير قوله تعالى:" على ما أنفق فيها " أي: عليها، ونظيره " ولأصلبنكم في جذوع النخل "(٢٢٨) أي: عليها.
واستشهد بالبيت المبرد (٢٢٩) فذكر أن حروف الخفض يبدل بعضها من بعض إذا وقع الحرفان في معنى في بعض المواضع قال الله جل ذكره " ... ولأصلبنكم في جذوع النخل " أي: على، ولكن الجذوع إذا أحاطت دخلت " في " لأنها للوعاء يقال: فلان في النخل، أي قد أحاط به، قال الشاعر:هم صلبوا ... البيت