للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولى: المعية الخاصة بالمؤمنين، الحافظين حدود الله، وهي تقتضي النصر والتأييد، والحفظ والإعانة، وتوجب لمن آمن بها كمال الثبات والقوة. ودليل هذه المعية الخاصة قوله تعالى: (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ((١) ، وقوله تعالى: (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ((٢) ، وقوله تعالى عن موسى أنه قال: (إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ((٣) ، وقول النبي (لأبي بكر وهما في الغار: ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ((٤) ، وقوله تعالى: (وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ((٥) .

فمن حفظ الله حفظه الله وأيده ونصره.

الثانية: المعية العامة لجميع الخلق، وهي تقتضي الإحاطة بجميع الخلق من مؤمن وكافر، وبر وفاجر، في العلم، والقدرة، والتدبير، والسلطان، وغير ذلك من معاني الربوبية.

وهي توجب لمن آمن بها كمال المراقبة لله (.

ومن أمثلة هذا النوع قوله تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أيْنَمَا كُنْتُمْ () (٦) ، وقوله تعالى: (مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ((٧) ، وقوله: (وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْل ((٨) .


(١) سورة النحل، الآية ١٢٨.
(٢) سورة طه، الآية ٤٦.
(٣) سورة الشعراء، الآية ٦٢.
(٤) سورة التوبة، الآية ٤٠، والحديث رواه البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب المهاجرين وفضلهم، ح٣٦٥٣، ورواه مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر (ح ٢٣٨١.
(٥) سورة الأنفال، الآية ١٩.
(٦) سورة الحديد، الآية ٤.
(٧) سورة المجادلة، الآية ٧.
(٨) سورة البقرة، الآية ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>