للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من حفظ الله بحفظ توحيده وشريعته، وقام بأوامر الله تعالى، واجتنب نواهيه وجد الله تجاهه وأمامه، ومعناهما واحد، أي وجد الله أمامه يدله على كل خير، ويذود عنه كل شر، وبخاصة إذا حفظ الله بالاستعانة به والتوكل عليه، فإن الإنسان إذا استعان بالله، وتوكل على الله كان الله حسبه وكافيه، ومن كان الله حسبه؛ فإنه لا يحتاج إلى أحد بعد الله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ((١) ، ((أي حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين هو الله، فهو كافيكم كلكم، وليس المراد أن الله والمؤمنين حسبك كما يظنه بعض المغالطين؛ إذ هو وحده كاف نبيه، وهو حسبه، ليس معه من يكون هو وإياه حسباً للرسول)) (٢) .

وقال تعالى: (وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ ((٣) ؛ فإذا كان الله حسب الإنسان، أي كافيه؛ فلن ينالوه بسوء، ولا يزال عليه من الله حافظ، ولهذا قال (: (احفظ الله تجده تجاهك) .

قال ابن حجر الهيتمي: ((أي تجده معك بالحفظ، والإحاطة والتأييد والإعانة، حيثما كنت، فتأنس به، وتستغني به عن خلقه ...، على حد قوله تعالى: (أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ((٤) ، (إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ((٥) ...، المعنى تجده حيثما توجهت وتيممت وقصدت من أمر الدين والدنيا)) (٦) .

ومعية الله لخلقه نوعان:


(١) سورة الأنفال، الآية ٦٤.
(٢) انظر الرسالة التدمرية ص ١٥٣.
(٣) سورة الأنفال، الآية ٦٢.
(٤) سورة البقرة، الآية ١٩٤.
(٥) سورة البقرة، الآية ١٥٣.
(٦) فتح المبين لشرح الأربعين ص ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>