للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القلم الرابع: حين يُرسل الملك إلى الجنين في بطن أمه، فينفخ فيه الروح، ويأمر بأربع كلمات: يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، كما قال (: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويأمر بأربع كلمات: يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد) (١) الحديث.

القلم الخامس: الموضوع على العبد، الذي بأيدي الكرام الكاتبين، الذين يكتبون ما يفعله بنو آدم، كما قال تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (١٠) كِرَامًا كَاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ((٢) .

وقوله (: (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، والمجنون حتى يعقل، وعن الصبي حتى يحتلم) (٣) .

وقد اختلف العلماء هل القلم أول المخلوقات أو العرش؟

فقيل بأن العرش قبل القلم لقوله (: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء) ، فهذا صريح أن التقدير وقع بعد خلق العرش، والتقدير وقع عند أول خلق القلم.

وقيل بأن القلم أول المخلوقات بدليل قوله (: (أول ما خلق الله تعالى القلم فقال له: اكتب، قال: يا رب وما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة) .


(١) أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ح ٣٢٠٨، ومسلم، كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه، ح ٢٦٤٥.
(٢) سورة الانفطار، الآيات ١٠-١٢.
(٣) علقه البخاري في صحيحه، في كتاب الطلاق، باب الطلاق في الإغلاق، وأخرجه أبو داود في كتاب الحدود، باب: في المجنون يسرق، أو يصيب حداً، ح ٤٣٩٩، والترمذي في كتاب الحدود، باب: ما جاء فيمن لا يجب عليه الحد، ح ١٤٢٣، وابن ماجة، كتاب الطلاق، باب: طلاق المعتوه والصغير، ح ٢٠٤٢، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي ٢/١١٧، ح ١٤٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>