للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي السنّة أخبار كثيرة من تفريج الكرب عند اشتدادها، كقصة الثلاثة الذين دخلوا الغار فانطبقت عليهم الصخرة، فدعوا الله بأعمالهم الصالحة ففرج عنهم (١) ، وقصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام وسارة مع الجبار الذي طلبها من إبراهيم عليه الصلاة والسلام فرد الله كيد الظالم (٢) ، وعندما اشتكى رجل إلى النبي (، وهو قائم يخطب يوم الجمعة، احتباس المطر وجهد الناس، فرفع رسول الله (يديه فاستسقى لهم، فنشأ السحاب ومطروا إلى الجمعة الأخرى، حتى قاموا إليه (وطلبوا منه أن يستصحي لهم، ففعل فأقلعت السماء (٣) ، إلى غير ذلك من القصص والأخبار الثابتة.

والعبد معرض للمصائب والفتن، فقد تشتد عليه الأمور، وتضيق عليه الدنيا، ويتمكن منه الهم والحزن؛ فإذا صبر واحتسب، ولم ييأس من نصر الله وفرجه، والتجأ إلى مولاه بالدعاء والتضرع، في جميع أحواله، جاءه النصر والتأييد والفرج.

يروى عن الشافعي (ت ٢٠٤هـ) قوله:

صبراً جميلاً ما أقرب الفرجا من راقب الله في الأمور نجا

من صدق الله لم ينله أذى ومن رجاه يكون حيث رجا (٤)

المبحث الثاني عشر

في قوله (: (وإن مع العسر يسراً)

أي أن كل عسر بعده يسر، بل إن العسر محفوف بيسرين، يُسر سابق ويسر لاحق، قال تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ((٥)


(١) سبق تخريج حديث هذه القصة.
(٢) انظر القصة بتمامها في صحيح البخاري، كتاب البيوع، باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه، ح ٢٢١٧.
(٣) رواه البخاري، كتاب الجمعة، باب رفع اليدين في الخطبة، ح ٩٣٢.
(٤) انظر مناقب الشافعي ٢/٣٦٢.
(٥) سورة الشرح، الآيتان ٤-٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>