للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (: ((إن الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيِّه (١) من أهل الأرض فصبر واحتسب وقال ما أمر به بثواب دون الجنة)) (٢) .

وعن أبي هريرة (قال: إن رسول الله (قال: ((يقول الله ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة)) (٣) .

وعن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنهما: (ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي (فقالت: إني أصرع وإني أتكشف، فادع الله لي، قال: ((إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك)) ، قالت: أصبر، قالت: فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها) (٤) .

وما عند الله من الجزاء والمثوبة للصابرين هو خير حافز يدعو المؤمن إلى الصبر والمصابرة، حتى يكون من المفلحين.

(يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون (] آل عمران ٢٠٠ [.

على ما يصيبه ابتغاء مرضاة الله ومن ذلك قوله تعالى: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (] البقرة ١٥٥، ١٥٦ [.

وقوله تعالى: (واصبر وما صبرك إلا بالله (] النحل ١٢٧ [.

وقوله تعالى: (واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور (] لقمان ١٧ [.


(١) بصفيه: بمحبه الخاص من الولد وغيره، يقول الحافظ ابن حجر في الفتح (١١/٢٤٢) : صفيه: بفتح الصاد المهملة وكسر الفاء وتشديد التحتانية وهو الحبيب المصافي كالولد والأخ وكل من يحبه الإنسان، والمراد بالقبض قبض روحه وهو الموت.
(٢) أخرجه النسائي في سننه: كتاب الجنائز (٤/٢٣) . وصححه السيوطي في الجامع الصغير (١/٧٣)
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الرقاق (٧/١٧٣) .
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب البر والصلة: (٤/١٩٩٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>