للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول الرسول (: ((يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه)) (١) .

ويقول (: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا يُنزع من شيء إلا شانه)) (٢) . ويقول (: ((من يحرم الرفق يحرم الخير)) (٣) .

أما عن أسباب الحلم التي تؤدي إلى ضبط النفس، فيقول الماوردي:

"وأسباب الحلم الباعثة على ضبط النفس عشرة:

أحدها: الرحمة للجهال وذلك من خير يوافق رقة ...

والثاني: القدرة على الانتصار وذلك من سعة الصدر وحسن الثقة ...

والثالث: الترفع عن السباب وذلك من شرف النفس وعلو الهمة ...

والرابع: الاستهانة بالمسيء وذلك عن ضرب من الكبر والإعجاب ...

والخامس: الاستحياء من جزاء الجواب وهذا يكون من صيانة النفس وكمال المروءة...

والسادس: التفضل على الساب فهذا يكون من الكرم وحب التألف...

والسابع: استكفاف الساب وقطع السِّباب وهذا يكون من الحزم...

والثامن: الخوف من العقوبة على الجواب وهذا يكون من ضعف النفس وربما أوجبه الرأي واقتضاه الحزم ...

والتاسع: الرعاية ليد سالفة وحرمة لازمة، وهذا يكون من الوفاء وحسن العهد ...

والعاشر: المكر وتوقع الفرص الخفية، وهذا يكون من الدهاء..." (٤) .

والمؤمن الذي يعلم فضل الحلم عند الله، والثواب العظيم الذي أعده الله للحلماء، لابد أن يجد في نفسه اندفاعاً قوياً لاكتساب فضيلة الحلم، والتحلي بها.

وكما رغب الإسلام بالحلم وحث عليه حذّر من الأخلاق المنافية له، والتي منها الغضب، والغضب مناف للحلم، جاء في حديث أبي هريرة (أن رجلاً قال للنبي (: أوصني، قال: ((لا تغضب)) ، فردد ذلك مراراً، فقال: ((لا تغضب)) (٥) .


(١) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب البر (٤/٢٠٠٤) .
(٢) المصدر السابق (٤/٢٠٠٤) .
(٣) المصدر السابق (٤/٢٠٠٣) .
(٤) أدب الدين والدنيا ص (٢٤٥٢٤٩) .
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الأدب (٧/٩٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>