للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن منظور في اللسان: الأمانة: تقع على الطاعة، والعبادة، والوديعة، والثقة، والأمان. وقال ابن التين: (الأمانة: كل ما يخفى ولا يعلمه إلا الله من المكلف) (١) .

وعليه فطاعة الله وأداء الفرائض التي شرعها الله للناس أمانة، وبهذا تكون شاملة لجميع التكاليف، والالتزامات الدينية والدنيوية، التي يثاب فاعلها، ويعاقب تاركها.

إنها أمانة ضخمة حملها هذا المخلوق الصغير الحجم، الضعيف الحول، المحدود العمر، الذي تتناوشه الشهوات، والنزاعات، والميول والأطماع، وتخلت عن حملها السموات والأرض والجبال.

فالأمانة تنتظم الاستقامة في شؤون الحياة كلها، من عقيدة وأدب ومعاملة، وتكافل اجتماعي، وخلق حسن كريم.

والأمانة بهذا المعنى، وهذه الحدود، سر سعادة الأمم، أو شقائها، ويوم كانت أمة الإسلام صادقة في حمل هذه الأمانة والوفاء بها كانت خير أمة أخرجت للناس.

والأمانة بهذا المعنى تشمل الدين كله فعن أنس بن مالك، (قال: ما خطبنا نبي الله (، إلا قال: ((لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له)) (٢) .

وعن ابن مسعود (قال: ((إن الصلاة أمانة، والوضوء أمانة، والغسل أمانة، والوزن أمانة، والكيل أمانة، وأشياء عدوها، وأشد ذلك الودائع)) (٣) .


(١) لسان العرب (١٢/٢٢) .
(٢) أخرجه أحمد في المسند (٣/١٣٥) ، وابن حبان في صحيحه (١/٢٠٨) ، والبغوي في شرح السنة (١/٧٥) ، وقال: هذا حديث حسن. وصححه الألباني في تحقيقه للإيمان لابن أبي شيبة ص (١٨) .
(٣) ذكره المنذري في الترغيب (٤/٥) ، وقال رواه أحمد والبيهقي مرفوعاً، وذكر عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد أنه سأل أباه عنه فقال: إسناده جيد، وقال ابن كثير في تفسيره (٣/٤٨٨) : إسناده جيد ولم يخرجاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>