للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عبد الله بن الحارث: ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله (١) .

فقد كان (يتواضع في كل حال من أحواله، فهو سهل الطبع، لين الجانب، دائم البشر، ليس بفظ ولا غليظ، ولا فاحش، ولا عتاّب، ولا مدّاح.

قال عكرمة بن أبي جهل (عندما أسلم: (أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأنت عبد الله ورسوله، وأنت أبر الناس، وأصدق الناس، وأوفي الناس) ، قال عكرمة: أقول ذلك، وإني لمطأطئ رأسي استحياء منه. وقال أنس بن مالك: خدمت رسول الله (عشر سنين والله ما قال لي: أُفا قط، ولا قال لي لشيء فعلته: لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا (٢) .

وقال أنس بن مالك (: (كان رسول الله (يعود المريض ويشهد الجنازة، ويجيب دعوة المملوك، ويركب الحمار، وكان يوم بني قريظة على حمار) (٣) . وقد ضرب الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم وغيرهم من الصحابة والتابعين أروع الأمثلة في التواضع أسوة برسول الله ((٤) .

فالتواضع من صفات المؤمنين التي يكمل بها الإيمان وترتفع به الدرجة عند الرحمن سبحانه وتعالى.

المبحث السابع: أثر الإيمان في توجيه الأخلاق


(١) أخرجه الترمذي (٥/٦٠١) وقال: حسن غريب.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الفضائل (٤/١٨٠٤) .
(٣) أخرجه الترمذي في سننه: كتاب الجنائز (٣/٣٣٧) وابن ماجه في سننه: كتاب الزهد (٢/١٣٩٨) .
(٤) انظر عن تواضع الخلفاء، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص (٦١، ٩٤، ١٢٠، ١٤٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>