للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (فِي قُلُوبِهمْ مَرَضٌ ((١) ، أي شك (٢) . وتارة يُفسر بشهوة الزنا كما فُسِّر به قوله تعالى: (فَيَطْمَع الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ((٣) ... (٤)

إلى أن قال رحمه اللَّه: والمرض دون الموت، فالقلب يموت بالجهل المطلق ويمرض بنوع من الجهل، فله موت ومرض، وحياة وشفاء، وحياته وموته ومرضه وشفاؤه أعظم من حياة البدن وموته ومرضه وشفائه، فلهذا مرض القلب إذا ورد عليه شبهة أو شهوة قوت مرضه، وإن حصلت له حكمة وموعظة كانت من أسباب صلاحه وشفائه ... ) (٥) .


(١) ... سورة البقرة، الآية: ١٠.
(٢) انظر: تفسير ابن جرير الطبري (١/١٢١-١٢٢) ، وتفسير ابن كثير (١/٥١) . وقد فسر هذا المرض أيضاً بالنفاق وبالرياء.
(٣) سورة الأحزاب، الآية: ٣٢.
(٤) انظر: جامع البيان (٢٢/٣) ، وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه اللَّه في تيسير الكريم الرحمن ص٢٤، ٢٥: (وقوله (في قلوبهم مرض (المراد بالمرض هنا: مرض الشك، والشبهات، والنفاق وذلك أن القلب يعرض له مرضان يخرجانه عن صحته واعتداله: مرض الشبهات الباطلة ومرض الشهوات المردية، فالكفر والنفاق والشكوك والبدع، كلها من مرض الشبهات والزنا، ومحبة الفواحش والمعاصي وفعلها، من مرض الشهوات كما قال تعالى: (فيطمع الذي في قلبه مرض (وهو شهوة الزنا، والمعافى من عوفي من هذين المرضين.
(٥) ... انظر: مجموع الفتاوى (١٠/٩٣-٩٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>