للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأشار بالقلب الذي له مادتان إلى القلب الذي لم يتمكن فيه الإيمان ولم يزهر فيه سراجه، حيث لم يتجرد للحق المحض الذي بعث اللَّه به رسوله، بل فيه مادة منه ومادة من خلافه، فتارة يكون للكفر أقرب منه للإيمان، وتارة يكون للإيمان أقرب منه للكفر. والحكم للغالب وإليه يرجع) (١) .

وقال رحمه اللَّه في موضع آخر: (القلوب ثلاثة: قلب قاسٍ غليظ بمنزلة اليد اليابسة وقلب مائع رقيق جداً. فالأول: لا ينفعل بمنزلة الحجر، والثاني بمنزلة الماء، وكلاهما ناقص وأصحُّ القلوب القلب الرقيق الصافي الصلب، فهو يرى الحق من الباطل بصفائه ويقبله ويُؤْثِره برقّته ويحفظه، ويحارب عدوه بصلابته ... وأبغض القلوب إلى اللَّه القلب القاسي، قال تعالى: (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر اللَّه ((٢) (٣) .

الفصل الثاني: حياة القلوب

ويشتمل على مبحثين:

المبحث الأول: بيان حقيقة حياة القلب وصحته.

المبحث الثاني: ذكر أسباب حياة القلب وصحته.

المبحث الأول: بيان حقيقة حياة القلب وصحته

تقدم في المبحث الأول من التمهيد الحديث عن وجوب الاعتناء والاهتمام بحياة القلب وأن القلب مَلِكُ الأعضاء، وبقيُّة الأعضاءِ جنوده.. كما ورد في الحديث الصحيح " ألا وإنَّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" (٤) .


(١) إغاثة اللهفان (١/١٢-١٣) .
(٢) سورة الزمر، الآية: ٢٢.
(٣) انظر: الروح (ص٥٣٩) .
(٤) متفق عليه وهذا جزء من الحديث الذي رواه النعمان بن بشير رضي اللَّه عنه، وقد تقدم تخريجه في صفحة (١٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>