للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - ومنها: (أن الذنوب إذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها، فكان من الغافلين، كما قال بعض السلف (١) في قوله تعالى: (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ((٢) قال: هو الذنب بعد الذنب (٣) ، وقال الحسن (٤) : هو الذنب على الذنب، حتى يعمى القلب (٥) ، وقال غيره (٦) : لما كثر ذنوبهم ومعاصيهم أحاطت بقلوبهم (٧)) (٨) .

ثم بيّن ابن القيم رحمه اللَّه عقوبات الذنوب والمعاصي وسأذكر منها ما يختص بالقلب، حيث قال رحمه اللَّه:

(١) (ومن عقوباتها: أنها تطفىء من القلب نار الغيرة التي هي لحياته وصلاحه كالحرارة الغريزية لحياة جميع البدن، فإن الغيرة حرارته وناره التي تخرج ما فيه من الخبث والصفات المذمومة، كما يخرج الكير خبث الذهب والفضة والحديد، وأشرف الناس وأعلاهم قدراً وهمة أشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعموم الناس، ولهذا كان النَّبِيّ (أغير الخلق على الأمة، واللَّه سبحانه أشد غيرة منه، كما ثبت في الصحيح عنه (أنه قال: " أتعجبون من غيرة سعدٍ؟ لأنا أغير منه واللَّه أغير منيّ" (٩) ....


(١) كابن عباس رضي اللَّه عنه ومجاهد والكلبي رحمهما اللَّه.
(٢) سورة المطففين، الآية ١٤.
(٣) انظر: جامع البيان (٣٠/٩٨، ٩٩) ، وتفسير القرطبي (١٩/٢٥٩ -٢٦٠) .
(٤) هو: البصري رحمه اللَّه. تقدمت ترجمته.
(٥) انظر: جامع البيان (٣٠/٩٨) ، وتفسير البغوي (٤/٤٦٠) ، وتفسير ابن كثير (٤/٥١٨) .
(٦) كالفراء ومجاهد وابن جرير الطبري رحمهم اللَّه.
(٧) جامع البيان (٣٠/٩٧-٩٩) ، وتفسير القرطبي (١٩/٢٥٩) .
(٨) الجواب الكافي ص١٠٥.
(٩) رواه البخاري في صحيحه (٦/١٥٦) كتاب النكاح، باب الغيرة، ومسلم في صحيحه (٢/١١٣٦) ، كتاب اللعان (ح١٤٩٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>