إذا دخل المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب فإنه يصلي ركعتين.
وهو مذهب الشافعية (١) ، والحنابلة (٢) ، وبه قال:عبد الخالق بن عبد الوارث السُّيُوري (٣) من المالكية (٤) .
وهو قول: الحسن بن أبي الحسن البصري (٥) ، ومكحول الشامي (٦) ، وسعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري (٧) ، وسفيان بن عُيينة الكوفي (٨) ، وعبد الله بن الزبير الحُميدي (٩) ، وإسحاق بن راهويه (١٠) ، وأبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي (١١) ، وداود بن علي الأصبهاني (١٢) ، ومحمد بن إبراهيم بن المنذر (١٣) ، وآخرون (١٤) .
وفِعل: الحسن البصري (١٥) ، وسفيان بن عُيينة (١٦) وكان يأمر به (١٧) .
قال محمد بن يحيى بن أبي عمر (١٨) : ((كان سفيان بن عُيينة يصلي ركعتين إذا جاء والإمام يخطب، وكان يأمر به، وكان أبو عبد الرحمن المُقريء (١٩) يراه)) (٢٠) .
فهو قول أكثر أهل العلم (٢١) .
المطلب الثاني: استدلالهم من السنة والأثر والمعقول.
وفيه ثلاثة مقاصد:
المقصد الأول: استدلالهم بالسنة. وذلك بأربعة أدلة.
الدليل الأول: حديث جابر بن عبد الله السلمي (٢٢) قال: ((جاء رجل (٢٣) والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة فقال: " أصليت يا فلان؟ "، قال:((لا)) ، قال:" قم فاركع"(٢٤) . هذه الرواية الأولى، وهي أصح شيء في هذا الباب (٢٥) .
وفي رواية قال (٢٦) : ((جاء رجل (٢٧) والنبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يوم الجمعة يخطب، فقال له:" أركعتَ ركعتين؟ "، قال:((لا)) ، فقال:" اركع"(٢٨) . وهذه الرواية الثانية.
وفي رواية أنه قال (٢٩) : ((جاء سُلَيْك الغطفاني (٣٠) يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد على المنبر، فقعد سُليك قبل أن يصلي)) ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:" أركعت ركعتين؟ "، قال:((لا)) ، قال:" قم فاركعهُما "(٣١) . وهذه الرواية الثالثة.