للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودار ابجرد (١) ، فحاصرهم. ثم إنهم تداعوا فأصحروا له، وكثروه فأتوه من كل جانب، فقال عمر وهو يخطب في يوم جمعة ياسارية بن زنيم، الجبل، الجبل، الجبل! ولما كان ذلك اليوم والى جنب المسلمين جبل، ان لجئوا إليه لم يؤتوا إلا من وجه واحد، فلجئوا إلى الجبل، ثم قاتلوهم فهزموهم، فأصاب مغانمهم، وأصاب في المغانم سفطا فيه جوهر، فاستوهبه المسلمين لعمر، فوهبوه له، فبعث به مع رجل، وبالفتح. وكان الرسل والوفد يجازون وتقضى لهم حوائجهم، فقال له ساريه: استقرض ما تبلغ به وما تخلفه لأهلك على جائزتك فقدم الرجل البصرة، ففعل، ثم خرج فقدم على عمر، فوجده يطعم الناس، ومعه عصاه، التى يزجر بها بعيره، فقصد له، فأقبل عليه بها، فقال: اجلس، فجلس حتى إذا أكل القوم انصرف عمر، وقام فأتبعه، فظن عمر أنه رجل لم يشبع، فقال حين انتهى إلى باب داره: ادخل - وقد أمر الخباز أن يذهب بالخوان إلى مطبخ المسلمين - فلما جلس في البيت أتى بغدائه خبز وزيت وملح جريش، فوضع وقال: ألا تخرجين ياهذه فتأكلين؟ قالت: انى لأسمع حس رجل، فقال: أجل، فقالت: لو أردت ان ابرزللرجال اشتريت لى غير هذه الكسوة، فقال: أوما ترضين أن يقال: أم كلثوم بنت على وأمرأة عمر! فقالت: ما أقل غَناء ذلك عنى! إثم قال للرجل: أدن فكل، فلو كانت راضية لكان اطيب مما ترى، فاكلا حتى إذا فرغ قال: رسول سارية بن زنيم يا أمير المؤمنين فقال: مرحبا وأهلا، ثم أدناه حتى مست ركبته ركبته، ثم سأله عن المسلمينِ ثم سأله عن سارية ابن زنيم، فأخبره، ثم أخبره بقصة الدرج (٢)


(١) دار أبجرد: ولاية (كورة) بفارس ومدينتها هي دار ابجرد.
... - ياقوت، معجم البلدان. ج ٢ ص ٤١٩.
... - كى لسترنج، بلدان الخلافة الشرقية. ٢٨٤.
(٢) الدُّرْجُ: بالضم: سُفَيْطٌ صغير.

... - ابن منظور، لسان العرب. ج ٣ ص ١٣٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>