كتاب مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية

العدد ٢٣ - اللموع فيما يختلف فيه الرجال والنساء من أحكام البيوع - ج: 11 - ص: 84

وقوله: استشرفها، أي نظر إليها (١) وفي هذا دلالة على أنه ينظر إليها فيفتنها ويفتن بها.

٢ - ما يحصل من التزين والتعطر عند الخروج إذ أن المرأة منذ خلق الله الخليقة مجبولة على حب التزين والجمال بل إن ذلك من أعظم ما يشغل بالها إن لم يكن هو الأعظم وإذا تزينت وتعطرت ثم خرجت عصت ربها ووقعت في المحذور يدلك على ذلك ما صح من حديث أبي موسى الأشعري (أنه قال: قال رسول الله (: "أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الألباني: إسناده حسن (٢) .

وما في صحيح مسلم من حديث زينب امرأة عبد الله أنها قالت: قال رسول الله (: " إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا " (٣) .

٣ - ما يحصل بمزاولة التجارة من الخلوة بين الرجال والنساء إذ أنه لا يمكن أن تباشر المرأة البيع والشراء ثم لا تحصل الخلوة وخاصة أنه يوجد من ضعاف الإيمان من الرجال والنساء من يتقصد الخلوات ويتطلع إلى المحرمات والخلوة محرمة وما أدى إليها أخذ حكمها.

قال (فيما روى الشيخان من حديث عقبة بن عامر: " إياكم والدخول على النساء " فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: "الحمو الموت" (٤) .

---

(١) النهاية ٢/٤٦٢.
(٢) أخرجه أحمد في المسند ٤/٤١٤ وأبو د اود في السنن ٤/٤٠٠ في الترجل باب طيب المرأة للخروج حديث ٤١٧٣، والنسائي في السنن ٨/١٥٣ كتاب الزينة باب ما يكره للنساء من الطيب، والترمذي في السنن ٥/١٠٦ في الأدب باب ما جاء في كراهية خروج المرأة متعطرة حديث٢٧٨٦، مشكاة المصابيح ١/٣٣٥ رقم ١٠٦٥.
(٣) صحيح مسلم ١/٣٢٨ في الصلاة باب خروج النساء إلى المسجد رقم ٤٤٣.
(٤) صحيح البخاري مع الفتح ٩/٣٣٠ في النكاح باب لا يخلو رجل بامرأة إلا ذو محرم حديث رقم ٥٢٣٢، صحيح مسلم ٤/١٧١١ في السلام باب تحريم الخلوة بالأجنبية حديث رقم ٢١٧١.