للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

د جاء في شرح الزركشي (١) : «ونقل عنه جماعة: أن من ملك خمسين درهماً، أو قيمتها من الذهب وإن كان حلياً، فهو غني وإن لم تحصل له الكفاية ... » (٢) .

وفي الفروع (٣) : «ونقل الجماعة (٤) : لا يأخذ من ملك خمسين درهماً أو قيمتها ذهباً وإن كان محتاجاً ... » .

هـ جاء في أهل الملل والردة، للخلال (٥) في مسألة تزوج المسلم بأمة كتابية أن الجماعة نقلوا منعه عن الإمام أحمد.

وفي المغني (٦) حين ذكر رواية منع المسلم من التزوج بأمة كتابية قال: «هذا ظاهر مذهب أحمد، رواه عنه جماعة» .

ومما تقدم عرضه من النصوص نجد أن التعبير بصيغة (رواه جماعة) ونحوها يأتي بمعنى (رواه الجماعة) ، حيث عبر بعض الأصحاب في المسائل المتقدمة بإحداهما، بينما عبر آخرون بالأخرى، وهذا يدل على عدم التفريق بينهما، وأن التعبير بهما سائغ لإفادته معنى الآخر؛ وإلا لما عبروا بذلك. والله أعلم.

الفصل الثاني: نشأة هذا المصطلح (رواه الجماعة)


(١) ٤٩) ... هو محمد بن عبد الله بن محمد الزَّرْكشي، الحنبلي، كان إماماً في المذهب، له تصانيف مفيدة، من أشهرها (شرح الخرقي) ، توفي سنة ٧٧٢هـ، انظر: المنهج الأحمد، ٥/١٣٧ وما بعدها، وشذرات الذهب، لابن العماد، ٦/٢٢٤ وما بعدها.
(٢) ٥٠) على مختصر الخرقي، تحقيق د. عبد الله الجبرين، ٢/٤٤٤، وانظر: تصحيح الفروع، ٢/٥٨٩، وما بعدها.
(٣) ٥١) ٢/٥٨٩، وانظر: الإنصاف، ٧/٢١٧، وقارنه مع تصحيح الفروع، ٢/٥٨٩.
(٤) ٥٢) وقد عبر بعض الأصحاب عن ذلك بقولهم: نقل أو روى عنه أكثر أصحابه. مما يعطي دلالة على أن هذا المصطلح يفيد هذا المعنى الذي عبر به بعض الأصحاب.
... انظر: الهداية، ١/٨١، والإفصاح، ١/٢٢٩، والمستوعب، ٣/٣٦٧. والمبدع، ٢/٤١٧.
(٥) ٥٣) ١/٢٨٠، وانظر: ص ٢١ من هذا البحث.
(٦) ٥٤) ٩/٥٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>