للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول الآخر:

سُئلت فلم تبخل ولم تعط طائلاً فسيَّان لا ذمٌّ عليك ولا حمدُ (١)

وقول الشاعر:

إذا الجودُ لم يُرزق خلاصاً من الأذى فلا الحمدُ مكسوباً ولا المالُ باقيا (٢)

ب- لو كانت لن مع مدخولها في تأويل مفرد كما قيل لظهر الخبر في شعر العرب أو نثرهم ولو في بيت نادر أو قول محكي، فلما لم يسمع من العرب مثل هذا دلَّ على أن لن مع مدخولها كلام تام لا يحتاج إلى تأويل، وهذا يؤكد عدم التركيب من لا النافية وأن المصدرية ٠

وأجيب (٣) عن الاعتراض الثالث بأن المحذوف عند العرب قسمان: قسم يجوز استعمال الأصل فيه كما في قول العرب أيُّ شيء؟ ويلٌ لأمه، كما يجوز استعمال الفرع أيضاً نحو: أيْشٍ؟ ويلمِّه، وقسم متروكٌ استعمالُ الأصل فيه كانتصاب المضارع بعد فاء السببية إذ لم يسمع من العرب إظهار أن بعدها ٠

المبحث الثاني: نون لن أصيلة أو مبدلة:

روى ابنُ كَيْسانَ عن الفراء (٤) أن لن ولم أصلهما لا فأبدلت الألف نوناً في لن وميماً في لم قال السيرافي: ((وزعم الفراء أن لن ولم أصلهما واحد، وأن الميم والنون مبدلتان من الألف في لا، وهذا ادعاء شيء لا نعلم فيه دليلاً، فيقال للمحتج عنه، ما الدليل على ما قلت؟ فلا يجد سبيلاً إلى ذلك)) (٥)


(١) البيت من الطويل وهوللحطيئة في ديوانه: ٢٦٨، والشعر والشعراء: ٣٢٤، والأغاني: ٢/١٤٠، والتذكرة الحمدونية:٨/٣٠٦
(٢) البيت من الطويل وهو للمتنبي في ديوانه:٤/ ٥٣١، ضمن إحدى كافورياته، وفيه تعريض مُرٌّ بسيف الدولة، والمتنبي لا يستشهد بشعره ولكن يتمثل به ٠
(٣) شرح السيرافي: ١/٨٢
(٤) ينظر رأيه في شرح السيرافي: ١/ ٨٣، وشرح المفصل لابن يعيش: ٧/١٦، وشرح التسهيل: ٤/١٥، والارتشاف: ٤/١٦٤٣ ٠
(٥) شرح السيرافي: ١/٨٣ ٠

<<  <  ج: ص:  >  >>