للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القول بتأبيد النفي بلن قال ابن مالك:

ومن رأى النفي بلن مؤبدا فقولَه اردد وخلافَه اعضدا

وشرح هذا البيت فقال: ((ثم أشرت إلى ضعف قول من رأى تأبيد النفي بلن وهو الزمخشري في أنموذجه، وحامله على ذلك اعتقاده أن الله تعالى لا يرى، وهو اعتقاد باطل بصحة ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعني ثبوت الرؤية جعلنا الله من أهلها، وأعاذنا من عدم الإيمان بها)) (١)

وقال أيضاً: ((وينصب المضارع بلن مستقبلاً بحدٍّ وغير حدٍّ خلافاً لمن خصَّها بالتأبيد)) (٢)

وردَّ ابن الجوزي على من يرى تأبيد النفي ب (لن) دون أن يعين القائل قال: ((قوله (لن تراني (تعلق بهذا نفاة الرؤية، وقالوا لن لنفي الأبد، وذلك غلط؛ لأنها قد وردت وليس المراد بها الأبد في قوله (ولن يتمنّوه أبداً بما قدّمت أيديهم ((٣) ثم أخبر عنهم بتمنيه في النار بقوله (يا مالك ليقض علينا ربّك ((٤) ؛ ولأن ابن عباس قال في تفسيرها: لن تراني في الدنيا)) (٥)

ويقول القواس: ((وأما لن فلنفي المستقبل، وقيل:إنها لتأبيد النفي، ويبطله قوله تعالى: (ولن يتمنوه أبداً (لأنها لوكانت موضوعة للتأبيد لما احتيج إليه؛ ولأنها نزلت في حق اليهود، ونفي تمني الموت مختص بالدنيا؛ لأنهم يتمنونه في الآخرة بدليل قوله: (ليقض علينا ربك ()) (٦)

ويقول أبو حيّان: ((ونقل ابن مالك أن الزمخشري خص النفي بالتأبيد)) (٧)


(١) لأبي حيان نفسه أبيات في البحر المحيط في سورة النمل:٨/٢٥٢ يحذر فيها من الزمخشري وكشافه مطلعها:
ولكنه فيه مجال لناقد وزلاَّت سوء قد أخذن المخانقا
فيثبت موضوع الأحاديث جاهلاً ويعزو إلى المعصوم ما ليس لائقا
() شرح الكافية الشافية: ١٥٣١ ٠
(٢) تسهيل الفوائد: ٢٢٩ ٠
(٣) البقرة: ٩٥ ٠
(٤) الزخرف: ٧٧ ٠
(٥) زاد المسير: ٣/٢٥٦ ٠
(٦) شرح ألفية ابن معط:١/ ٣٣٩ ٠
(٧) الارتشاف: ٤/١٦٤٣ ٠

<<  <  ج: ص:  >  >>