للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في كتابه التبيان في علم البيان (١) ، والزركشي (٢)

وذهبت طائفة عريضة من النحاة إلى أن (لن) و (لا) أختان في نفي المستقبل القريب والبعيد على حد سواء، ولا فرق بينهما في امتداد زمن النفي، وليس لأحدهما فضل على الآخر في ذلك، وأن ما ذكره السهيلي ومن تابعه من التفريق بينهما في زمن النفي، وأن لكل واحد من الحرفين نصيب من حروفه ما هو إلا من خيالات البيانيين قال ابن عصفور: ((وهذا الذي ذهب إليه باطل، بل كل منهما يستعمل حيث يمتد النفي، وحيث لا يمتد، فمن الأول في لن (إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً ((٣) (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا ((٤) ، وفي لا: (إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى ((٥) ، ومن الثاني: (فلن أكلم اليوم إنسياً ((٦) وفي لا: (أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام ()) (٧) (٨)

وقال أبو حيان: ((ودعوى بعض أهل البيان أن لن لنفي ما قرب، ولا يمتد نفي الفعل فيها كما يمتد في النطق بلا من باب الخيالات التي لأهل البيان)) (٩)

كما ذهب البيانيون أيضاً إلى أن العرب تنفي المظنون ب (لن) وتنفي المشكوك ب (لا) ، قال ذلك ابن الزملكاني (١٠) ، ولكي نقف على الفرق الدقيق بين الشك والظن لا بدّ من التعريف بهما وتلمس الفوارق الدقيقة بينهما


(١) التبيان في علم البيان:٨٤ ٠
وقال السيوطي عن التبيان: ((وحين وصل كتاب التبيان هذا إلى المغرب نقضه ابن رُشيْد من المقيمين بتونس نقضاً في كل قواعده، ونقضه أيضاً الكاتب أبو المطرّف بن عميرة وكان من البلاغة والتحقيق بالعلوم اللسانية والعقلية بحيث لا يدانية أحد من أهل عصره)) الأشباه والنظائر: ٥/٢١ ٠
(٢) ينظر البرهان: ٤/٣٨٧ ٠
(٣) الجاثية:١٩ ٠
(٤) البقرة: ٢٤ ٠
(٥) طه: ١١٨ ٠
(٦) مريم: ٢٦ ٠
(٧) آل عمران: ٤١ ٠
(٨) الأشباه والنظائر: ٥/٢٠، وينظر البحر المحيط: ١/١٧٤، المساعد لابن عقيل: ٣/٦٦ ٠
(٩) ارتشاف الضرب: ٤/١٦٤٤ ٠
(١٠) ينظر رأيه في الإتقان: ٢/٢٣٥ ٠

<<  <  ج: ص:  >  >>