للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أليم} (١) .

ولا يغيب عن ذهن القارىء ما حصل لأصحاب الفيل عندما هموا بفعل المناكر في الحرم، فأنزل الله عليهم عذاباً شديداً، وجعل هذه الآيات التي تتلى إلى قيام الساعة مذكرة ومحذرة من عمل كذلك، بل حتى العزم بفعل السيئة، بل ما هو أقل من ذلك كاحتكار الطعام، وشتم الخادم، وغير ذلك (٢) من الأمور التي تكدر صفو الحج.

٦ - شرف مكانه - وهو شرف البيت وأهميته.

وذلك كما في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود} (٣) .

وقوله تعالى: {فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} (٤) .

وغيرها من الآيات التي تدل على العناية والإهتمام بالبيت العتيق، وتبين مكانته.

والبيت هو الكعبة المشرفة الذي ورد الأمر بتطهيره والإهتمام به وله منزلته في النفوس، ومكانته فيها، لذا تتجه قلوب العباد إليه، وهممهم تتعلق به فهو قبلتهم يتوجهون إليه في صلاتهم. وقد ورد في دعاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم} (٥) فاستجاب الله دعاءه ولاشك أن هذا من شرف هذا البيت حيث أمر الناس بقصده والتوجه إليه. ووعدهم برزقهم وجلب الثمرات والخيرات لهم، لا يخاف القادم إليه من جوع لكونه في أرض غير ذي زرع، أو يخاف من ظمأ فقد أجرى الله ماء زمزم لتكون ريّا وطعماً لزائري البيت الحرام.

المبحث الثالث: فرض الحج:

المطلب الأول: ابتدأ فرض الحج:


(١) سورة الحج (٢٥)
(٢) انظر للإستزادة: تفسير ابن أبي حاتم ٨/٢٤٨٣-٢٤٨٥.
(٣) سورة البقرة (١٢٥)
(٤) سورة آل عمران (٩٧)
(٥) سورة إبراهيم (٣٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>