للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حياءً، وما فُحْشِي على مَنْ أجَالِسُ (١)

كما آبَ بالنَّهْبِ الكَمِيُّ المُحَالِسُ (٢)

رؤوسُ جبالٍ في خليجٍ تَغَامَسُ (٣)

بدا عَلَمٌ في الآلِ أغْبَرُ طَامِسُ (٤)

وَصَفَ المرقش الصحراء بأنها مفازة واسعة شاسعة الأرجاء، جافة، يعلوها الغبار، وتتلاشى فيها الأصوات، لا أثر فيها للماء، ولا ما يقيم الحياة، تكاد الإبل التي تسير فيها تتعرض للهلاك والموت. ويذكر أنه ألم بها وسار في جنباتها، وأفضى به السير إلى أماكن مجهولة موحشة يضرب فيها يمنة ويسرة، لا يتهدى لعلم معروف وطريق مأثور، ووسيلته في ذلك مطيته القوية الصلبة السريعة التي تغذ السير، والليل قد مد رواقه، وأرخى سدوله. وتمكن أن يقطع هذه الفلاة الواسعة، والليل لا تزال منه بقية، وغادر المكان الذي نزل فيه طلبًا للراحة، وفيه موقد ناره الذي لم يلم به قابس؛ لأنه في مكان موحش ناءٍ لا يطرقه المسافرون.


(١) حُزَّة بضم الحاء: قطعة من اللحم قطعت طولاً. القاموس المحيط (حزز) .
(٢) آض يئيض أيْضًا: رجع. الكمي: الشجاع أو لابس السلاح. القاموس المحيط (أيض، كمي) . المحالس: الشجاع الذي يلازم قِرْنه والذي لا يبرح ساحة القتال. اللسان (حلس)
(٣) أعرض: برز وبان. قال عمرو بن كلثوم التغلبي. ... ... ... ...
فأعرضتِ اليمامةُ واشمخرّتْ ... ... كأسيافٍ بأيدي مُصْلِتِينَا
... شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات: ٣٨٣.
... أعلام: جبال، مفردها علم: قالت الخنساء: كأنه علم في رأسه نار.
... الخليج: شرمٌ من البحر، وهو ما انقطع من معظم الماء لأنه يجبذ منه أي يقطع. وخليج البحر: رِجْلٌ يختلج منه. اللسان (خلج) . تغامس: تتغامس، أي تنغمس مرة وتظهر أخرى.
(٤) الآل: السراب. أغبر: تعلوه غبرة. طامس: غير ظاهر. وأغبر وطامس: صفتان لعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>