وشخصيات قصصها إجمالاً مسطحة تلازم حالة واحدة لا تحيد عنها، ففي " خيوط من الوهم "(٧٧) نرى حصة تخلص لخطبها وتكبر مع أحلامها ولكن علياً يبدو غير مبالٍ بها ثم يسافر دون أن يودعها، ويذهب إلى البلد الأجنبي ليتزوج هناك مؤكداً بذلك عدم رغبته في الزواج ممن كانت له خطباً وانتظرته طويلاً؛ وفي " رحلة الضياع "(٧٨) نرى الفتاة معذبة منكودة في بيت أبيها وقرينها، لا تعرف الرحمة إلى قلبها سبيلاً ... أما في " أنامل على الأسلاك "(٧٩) فقد بدت شخصية الزوج نامية أو من النوع المستدير (٨٠) إذ غير سلوكه وجعلنا نحس بوازع ضميره.
والأديبة محايدة في نظرتها إلى شخصياتها، تبين فضائلها وتكشف عن عيوبها بإلماح لا تجريح فيه، ولكنها تقنعنا من خلال حوادثها بالظلم الواقع على المرأة، فهي تنتظر الزوج، وهو يلهو في عربدته ومع صحبه (٨١) ، أو يتزوج من أجنبية ويدعها (٨٢) ، وقد يقسو عليها ويضربها (٨٣) ، وهي تعيش على أحلام وردية، ولكن مجتمعها بعاداته وتقاليده غير المنطقية ولا الشرعية كغلاء المهور يقف حائلاً دون سعادتها (٨٤) ، وهي المسؤولة عن رعاية البيت (٨٥) ، وليس لها دور في القضايا السياسية إلا أن تخفف عن زوجها وأولادها الضغوط السياسية بأحاديثها واحتضان أولادها (٨٦) .
أما الرجل اجتماعياً فهو، كما في الحياة الواقعية، المسؤول عن جلب لقمة العيش، ودفع مهر الزوجة (٨٧) ، وقد يفي لخطبة، أو يغدر فيتزوج من أخرى أجنبية (٨٨) وقد يتزوج من ثانية فيقسو على أسرته بسببها (٨٩) ، أو يكون وفياً لعهده (٩٠) .
والرجل السكير اللاهي لا خير فيه، ونهاية مشؤومة غالباً (٩١) .