{إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين} (١) .
وهذ يؤيد من قال إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام أول من بنى البيت العتيق وذلك كما في قوله تعالى:
{وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمن والركع السجود} (٢) .
ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: بيت المقدس. قلت: كم بينهما؟ قال: اربعون سنة (٣) .
وسواء ابتدأ إبراهيم عليه الصلاة والسلام بناءه أو عهد إليه تجديد البناء بعد اندثاره فقد عهد إلى إبراهيم وإسماعيل بتطهير البيت للطائفين والعاكفين والركع السجود.
فهذا ما يتعلق بفرض الحج على العموم.
أما ما يتعلق بفرضية الحج على هذه الأمة وإيجابه عليها فهذا يؤخذ من قوله تعالى:
{ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً} (٤) .
ومن هذه الاية علم وجوب الحج.
قال ابن كثير رحمه الله:
هذه آية وجوب الحج عند الجمهور (٥) .
وإذا كانت هذه الاية آية وجوب الحج فلا بُدّ من النظر في تاريخ نزولها ليعلم تاريخ فرض الحج متى هو:
إن المتأمل في نزول القرآن يجد أن صدر سورة آل عمران نزل في السنة التاسعة وهي سنة الوفود (٦) .
يقول ابن تيمية:
" وآية آل عمران نزلت بعد ذلك، سنة تسع أو عشر، وفيها فرض الحج " (٧) .
ويقول ابن عثيمين:
(١) سورة آل عمران (٩٦)
(٢) سورة الحج (٢٦)
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأنبياء. انظر فتح الباري ٦/٤٠٧ ح /٣٣٦٦.
(٤) سورة آل عمران (٩٧)
(٥) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم ١/٥٠٢.
(٦) ينظر أسباب النزول للواحدي ص ٥٣، وسيرة ابن هشام ٢/٢٠٤-٢١٠.
(٧) ابن تيمية، الفتاوي ٢٦/٧.