للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما تفضيل ما يعزى إلى القراء السبعة على ماعداهم من القراء العشرة في القراءات المتواترة فهو من حيث الشهرة فحسب، أما من حيث التواتر فالقراءات السبع والعشر سواء (١) .

ثانيا القراءة الشاذة:

وهي القراءة التي فقدت أحد الأركان الثلاثة لصحة القراءة، وقد لخص ابن الجزري ذلك بقوله:

وحيثما يختل ركن أثبتِ شذوذه لو أنه في السبعةِ (٢)

وقوله رحمه الله: " لو أنه في السبعة " يشير إلى أن الاعتماد في صحة أي وجه من وجوه القراءات على ما استجمع تلك الأوصاف، وليست العبرة بمن تنسب إليهم، فالقراء السبعة أو العشرة مع شهرتهم رُوي عنهم ما خرج عن أوصاف القراءة الصحيحة، وحينئذ ينبغي أن يحكم على ما كان كذلك بالشذوذ (٣) ، ولذلك قال أبو العباس الكوَاشي (ت ٦٨٠ هـ) : " ... فعلى هذا الأصل بني قبول القراءات عن سبعة كانوا أو سبعة آلاف، ومتى فقد شرط من هذه الثلاثة فهو شاذّ" (٤) .

وقال أبو شامة (ت ٦٦٥ هـ) : " كل قراءة اشتهرت بعد صحة إسنادها وموافقتها خط المصحف ولم تنكر من جهة العربية فهي القراءة المعتمد عليها، وما عدا ذلك فهو داخل في حيز الشاذّ والضعيف، وبعض ذلك أقوى من بعض " (٥) .

ويتضح مما سبق أن مصطلح الشذوذ عند القراء مصطلح خاص، يقصد به ما خرج من أوجه القراءات عن أركان القراءة المتواترة.

وكما أن القراءات المتواترة على مراتب فكذلك القراءات الشاذة تتفاضل أيضا بحسب إسنادها قوة وضعفا، وبحسب رسمها مخالفة وموافقة، وبحسب عربيتها فصاحة ونحوا وتصريفا (٦) .


(١) انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١٣/٣٩٣ ومنجد المقرئين ومرشد الطالبين ص١٠٢.
(٢) طيبة النشر ص ٣٢.
(٣) انظر الدراسة التطبيقية من هذا البحث، المثال (١) .
(٤) لطائف الإشارات لفنون القراءات ١/٦٧.
(٥) المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز ١٧٨.
(٦) انظر الدراسة التطبيقية، المثال (٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>