للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبهذا قال الحنفية (١) والشافعية (٢) وبعض الحنابلة (٣) .

معللين للحكم: بأنه قد يحسن كتابته بغير اللغة العربية من يقرؤه باللغة العربية، فيكون في ذلك تيسير وتسهيل على غير العرب، لكن لا يجوز لهم أن يقرؤوه بغير اللغة العربية وإن كتب بغيرها؛ لحرمة قراءة القرآن بغير لسانه المنزل به (٤) .

القول الثاني:

أنه لا يجوز كتابة المصحف بغير اللغة العربية، وبهذا قال المالكية.

مستدلين للحكم: بأن الكتابة أحد اللسانين، فكما لا تجوز قراءته بغير العربية بدليل قوله تعالى: (بلسان عربي مبين ((٥) فإنه لا يجوز كتابته بغيرها؛ لأن الكتابة أحد اللسانين، فلا يجوز تغييره عن اللسان المنزل به (٦) .

والذي يظهر لي أن ما ذهب إليه المالكية هو الأرجح لقوة دليلهم، وظهور حجتهم، وهو المناسب لصيانة القرآن والحفاظ عليه عن التغيير والتبديل، والعلم عند الله.

الفرع الثاني: حكم مس المصحف إذا كتب بغير اللغة العربية:

ذهب الحنفية والشافعية إلى المنع من مس المصحف إذا كتب بغير اللغة العربية، فيمنع المحدث من مسه وحمله حتى يتطهر من الحدثين، كمنعه من مس المصحف المكتوب باللغة العربية؛ لعموم الأدلة الدالة على ذلك (٧) .


(١) البحر الرائق، ١/٢١٢؛ الفتاوى الهندية، ١/٣٩.
(٢) حاشية قليوبي على منهاج الطالبين، ١/٣٦، تحفة الحبيب على شرح الخطيب، ١/٣٢٩.
(٣) البرهان في علوم القرآن، ١/٣٨٠.
(٤) انظر: البرهان في علوم القرآن، ١/٣٨٠؛ الإتقان في علوم القرآن، ٢/٣٧٦، الفتاوى الهندية، ١/٣٩، تحفة الحبيب على شرح الخطيب، ١/٣٢٩.
(٥) سورة الشعراء، آية رقم (١٩٥) .
(٦) انظر: الشرح الكبير للدردير مع حاشية الدسوقي، ١/١٢٥؛ حاشية البناني على الزرقاني، ١/٩٣.
(٧) انظر: البحر الرائق، ١/٢١٢، الفتاوى الهندية، ١/٣٩؛ حاشية قليوبي على منهاج الطالبين، ١/٣٦، تحفة الحبيب على شرح الخطيب، ١/٣٢٩، الموسوعة الفقهية، ٣٨/١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>