للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا قول لأحد الأئمة بأفريقية يرى فيه أن الخوارج مع انحرفاهم هم من أهل القبلة بعكس بني عبيد قال الذهبي: وخرج أبو إسحاق الفقيه مع أبي يزيد، وقال: هُمْ أهل القْبِلة، وأولئك ليسوا أهل قِبْلَةٍ، وهم بنو عَدوِّ اللهِ، فإن ظفرنا بهم، لم ندخل تحت طاعة أبي يزيد، لأنه خارجيٌ. (١)

قال القاضي عياض: قال أبو يوسف الرعيني: «أجمع العلماء بالقيروان أن حال بني عبيد حال المرتدين والزنادقة» . (٢)

ومما يؤكد ضلالهم أنه وجد بخط فقيه قال: في رجب سنة ٣٣١هـ قام المكوكب يقذف الصحابة ويطعن على النبي (وعلقت رؤوس حمير وكباش على الحوانيت كتب عليها أنها رؤوس صحابة. (٣)

وقال عن المنصور العبيدي: «وفيه إسلام في الجملة وعقل بخلاف أبيه الزنديق» . (٤)

وفي أيامه (العزيز) أُظهر سبُّ الصحابةِ جِهَاراً. (٥)

فقد أمر بكَتْب سَبّ الصّحابة على أبواب المساجد والشّوارع، وأمر العمال بالسب في سنة خمسٍ وتسعين وثلاث مئة. (٦)

وقال في السير: وكان سَبُ الصحابة فاشيا في أيامه (المستنصر) والسنة غريبة مكتومة. (٧)

وكان لليهود والنصارى حظوة ومكانة عند بني عبيد، فقد كانوا يقدمون اليهود على المسلمين. فمن اليهود الذين عملوا معهم يعقوب بن كلس، ومنشا، وبلغ اليهود المكانة العالية وتسلطوا حتى قال الشاعر:

ومنهم المستشار والملكُ

تهوَّدوا، قد تهود الملك

العز فيهم والمال عندهم

ياأهل مصر إني قد نصحت لكم


(١) السير ١٥/١٥٥.
(٢) ترتيب المدارك ٤/٧٢٠، الذهبي، السير ١٥/١٥١.التاريخ حوادث سنة ٤٠١-٤٢٠ ص٥١٢. والمقصود بالعلماء كما في الكتاب الأول هم: أبو محمد بن الكراني، وأبو الحسن القابسي، وأبو القاسم بن شبلون، وأبو علي بن خلدون، وأبوبكر الطبني، وأبو بكر بن عذرة.
(٣) السير ١٥/١٥٤.والمكوكب أحد الدعاة للمذهب الباطني.
(٤) السير ١٥/١٥٧.
(٥) السير ١٥/١٧٠.
(٦) تاريخ الإسلام حوادث سنة ٣٩٥ص ٢٨٣.
(٧) السير ١٥/١٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>