للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما النصارى فمنهم فهد بن إبراهيم، وأبو سعيد التستري، وأم المستنصر كانت مولاة للتستري، وصدقة بن يوسف الفلاحي، وأبو نصر التستري، عيسى بن نسطورس، وسهل بن معَشر النصراني طبيب الحاكم، ومنصور بن عبدون وزير الحاكم سنة ٤٠٠هـ، وزرعة بن نسطورس، وأبو نجاح الراهب ت٥٢٣هـ، وبهرام الأرمني ت٥٣٥هـ، وقد حزن عليه بنو عبيد. ووالي قوص الباساك. قال رجل يوم الجمعة مبينا تمكن النصارى في رقاب الناس: ياأهل مصر! انظروا عدل مولانا الآمر في تمكينه النصراني من الناس. (١)

وقال الشاعر يوضح مابلغ النصارى في هذا العهد (٢) :

وغالوا بالبغال وبالسروج

وصار الأمر في أيدي العلوج

زمانك إن عزمت على الخروج

إذا حكم النصارى في الفروج

وذلت دولة الإسلام طراً

فقل للأعور الدجال هذا

قال قاسم عبده قاسم: ويعتبر العصر الفاطمي هو العصر الذهبي لأهل الذمة. والغريب أن الدولة الفاطمية لم تتبع سياسة التسامح الديني إزاء المصريين المسلمين أتباع المذهب السني في الوقت الذي حظي فيه أهل الذمة بمثل هذه الحريات.

قال الذهبي في ترجمة الشاعر عمارة اليمني: وله بيتٌ كَيِّس في العبُيديين:

وإن خالَفُوني في اعتقادِ التَّشَيُّعِ

أفاعيلُهُم في الجودِ أفعالُ سُنَّةٍ

ثم قال: ياليته تَشَيُّعٌ فقط، بل ياليته ترفُّض، وإنما يُقال: هو انحلالٌ وزَنْدقة. (٣)

ويصح قول حسن إبراهيم حسن: ذهب السنيون إلى أن عبيد الله كان يعمل على هدم الإسلام متستراً بالتشيع. (٤)


(١) انظر حسن إبراهيم حسن، الدولة الفاطمية ص٢٠٢-٢١٦.
(٢) انظر قاسم عبده قاسم، أهل الذمة في العصور الوسطى ص ٥٣.
(٣) السير ٢٠/٥٩٦.
(٤) تاريخ الدولة الفاطمية ص٣٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>