(أب) أحد الأسماء الستة، وقد اختلف النحويون في إعراب الأسماء الستة بالحروف على مذاهب مختلفة، ذكر منها أبو البركات الأنباري (٥٧٧ هـ) خمسة مذاهب (١٥) ، وذكر منها العكبري (٦١٦هـ) سبعة مذاهب (١٦) ، وذكر منها السيوطي (٩١١ هـ) اثني عشر مذهباً (١٧) .
وأبرز المذاهب مذهبا البصريين والكوفيين، فقد ذهب البصريون إلى أنّ الأسماء الستة معربة من مكانٍ واحدٍ، والواو والألف والياء حروف الإعراب.
وذهب الكوفيون إلى أنها معربة من مكانين بالحروف، وبالحركات التي قبلها (١٨) .
وأجدر المذاهب بالقبول أنّ الحروف علامات إعراب فرعية نائبة عن العلامات الأصلية للإعراب، فالواو تنوب عن الضمة، والألف تنوب عن الفتحة، والياء تنوب عن الكسرة، قال ابن مالك (٦٧٢ هـ) : (ومنهم من جعل إعرابها بحروف المدّ على سبيل النيابة عن الحركات، وهذا أسهل المذاهب وأبعدها عن التكلّف) (١٩) .
الفصل الأول: إعراب (أب) بالحروف
ورد (أب) في القرآن الكريم معرباً بالحروف في (واحد وأربعين) ،موضعاً منها (ثلاثة وثلاثون) موضعاً أعرب فيها إعراب الأسماء الستة،ومنها (سبعة) مواضع أعرب فيها إعراب المثنى.
ومنها موضعٌ واحد في قراءةٍ أعرب فيه إعراب جمع المذكر السالم.
١ إعراب (أب) إعراب الأسماء الستة:
ورد في الحالات الثلاث: الرفع, والنصب, والجر، فقد ورد في حالة الرفع وعلامته الواو في (خمسة) مواضع، وورد في حالة النصب، وعلامته الألف في (أحد عشر) موضعاً، وورد في حالة الجر، وعلامته الياء في (سبعة عشر) موضعاً.
أالرفع:
ورد (أب) مرفوعاً، وعلامة رفعه الواو في (ثلاثة) مواقع إعرابية هي: المبتدأ، واسم كان، والفاعل.
فالمبتدأ في موضع واحد، هو:
١/قول الله تعالى: {قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} [القصص/٢٣] .
واسم كان في موضعين: