للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذلك قمت بجمع تلك المادة العلمية المتعلقة بالبلاغة والنقد، ثم اخترت نماذج منها لدراستها في هذا البحث، وذلك لإبراز جهود السهيلي البلاغية والنقدية، فقد درج المؤرخون والباحثون على اعتباره ضمن علماء اللغة، علما بأن لمحاته البلاغية تجعله ضمن علماء البلاغة أيضا، ولعل هذه الدراسة تسهم في معرفة الخطوط العامة للتطور البلاغي بين المشرق والمغرب عبر تاريخنا العريق، ولعلنا نخلص من خلال تلك المعرفة إلى إدراك الصرح العلمي المعرفي لحضارتنا الإسلامية، وتكامل هذا الصرح عبر القرون الممتدة. ولنأخذ من هذا كله قبسا مضيئا لكي نستمر في مسيرة تطوير وبناء علومنا العربية والإسلامية في المستقبل المشرق بإذن الله.

وقد رأيت أن يكون هذا البحث مكونا من تمهيد وخمسة مباحث وخاتمة.

* * *

تمهيد:

سنتناول في هذا التمهيد حياة المؤلف، ومنهجه في كتابه.

أولا: حياة المؤلف

ليس بين أيدينا ترجمة مسهبة للسهيلي، حيث إن أغلب كتب التراجم قد ترجمت له بإيجاز، فهو أبو القاسم وأبو زيد عبد الرحمن بن الخطيب أبي محمد عبد الله بن الخطيب أبي عمر أحمد الخثعمي (١) السهيلي (٢) ، حافظ، عالم باللغة والسير، ضرير، ولد في مالقة (٣) سنة (٥٨١هـ) ، وعمي وعمره (١٧) سنة، ونبغ، فاتصل بصاحب مراكش، فطلبه إليها وأكرمه، فأقام يصنف كتبه إلى أن توفي بها يوم الخميس السادس والعشرين من شعبان سنة (٥٨١هـ) ، وهو صاحب الأبيات التي مطلعها:

يا من يرى ما في الضمير ويسمع ... أنت المعد لكل ما يتوقع

من كتبه:

الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام

تفسير سيرة يوسف

التعريف والإعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام


(١) لهوامش والتعليقات

نسبة إلى خَثْعم بن أنمار، وهو أبو قبيلة من معد. انظر: القاموس المحيط، مادة (خثعم) .
(٢) سبة إلى سهيل حصن بالأندلس وواد فيها أيضا، انظر: القاموس المحيط، مادة (سهل) .
(٣) دينة كبيرة بالأندلس، انظر: القاموس المحيط، مادة (ملق) .

<<  <  ج: ص:  >  >>