للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشار السهيلي للخبر في تفسير سورة المسد، فقال في قوله تعالى: (تبت يدا أبي لهب وتب) (المسد: ١) : "فسرت أنه خبر من الله تعالى، وأن الكلام ليس على جهة الدعاء، كما قال تعالى: (قاتلهم الله أنى يؤفكون) (التوبة: ٣٠) أي إنهم أهل أن يقال لهم هذا، ف (تبت يدا أبي لهب) (المسد: ١) ، ليس من باب: (قاتلهم الله) ، ولكنه خبر محض بأن قد خسر أهله وماله، واليدان آلة الكسب، وأهله وماله مما كسب" (١) .

كما أشار السهيلي إلى تضمن الخبر معنى الأمر، فقال: "وفي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا أنجشة رويدك سوقك بالقوارير) (٢) ... وهو خبر يتضمن معنى الأمر أو الإغراء بالشيء، أو تركه" (٣) ، ومعلوم أن الأمر هو من أقسام الإنشاء الطلبي.

وقد عرض السهيلي إلى موضوعات تتصل بالإنشاء منها:

١- الاستفهام

أشار السهيلي إلى الاستفهام الإنكاري الذي يفيد العموم في قوله تعالى: (كيف نكلم من كان في المهد صبيا)

(مريم:٢٩) ، فقال: "اضطربوا في إعرابها، وتقديرها، لما كانت من بمعنى الذي، وجاء بكان على لفظ الماضي، وفهمها الزجاج فأشار إلى أن من فيها طرف من معنى الشرط، ولذلك جاءت كان بلفظ المضي بعده، فصار معنى الكلام: من يكن صبيا فكيف يكلم؟ لما أشارت إلى الصبي أن كلموه، ولو قالوا: كيف نكلم من هو في المهد الآن، لكان الإنكار والتعجب مخصوصا به، فلما قالوا كيف نكلم من كان صار الكلام أبلغ في الاحتجاج للعموم الداخل فيه" (٤)

٢- النداء


(١) لروض الأنف، (٢/١٠٩) .
(٢) تفق عليه عن أنس، ولفظه: (رويدك يا أنجشة لا تكسر القوارير) انظر: مشكاة المصابيح، (٣/٤٨٠٦) .
(٣) لروض الأنف، (٣/٤٦) .
(٤) لروض الأنف، (٢/١١٧-١١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>