للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرض السهيلي إلى بعض القيود التي تعتري الجملة، مثل الاستثناء في قوله تعالى: (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ((الفتح: ٢٧) ، قال مبينا فائدة هذا الاستثناء: "ويسأل عن قوله: (إن شاء الله آمنين ((الفتح: ٢٧) ، ما فائدة هذا الاستثناء؟ وهو خبر واجب؟، وفي الجواب أقوال:

أحدها أنه راجع إلى قوله: (آمنين) ، لا إلى نفس الدخول، وهذا ضعيف لأن الوعد بالأمان قد اندرج في الوعد بالدخول.

الثاني أنه وعد على الجملة والاستثناء راجع التفصيل، إذ لا يدري كل إنسان منهم هل يعيش إلى ذلك أم لا، فرجع الشك إلى هذا المعنى، لا إلى الأمر الموعود به، وقد قيل إنما هو تعليم للعباد أن يقولوا مثل هذه الكلمة ويستعملونها في كل فعل مستقبل، أعني: إن شاء الله" (١) .

كما عرض السهيلي إلى بعض أحكام الحال، والتنكير الذي يعتريها بسبب التشبيه في بعض التراكيب، فقال تعقيبا على قول ابن لقيم العبسي يوم خيبر: (٢)

فرت يهود يوم ذلك في الوغا ... ... تحت العجاج غمائم الأبصار

"وهو بيت مشكل غير أن في بعض النسخ وهي قليلة عن ابن هشام، أنه قال: فرت: فتحت، من قولك: فررت الدابة إذا فتحت فاها، وغمائم الأبصار هي مفعول فرت، وهي جفون أعينهم، هذا قول، وقد يصح أن يكون فرت من الفرار، وغمائم الأبصار من صفة العجاج، وهو الغبار، ونصبه على الحال من العجاج، وإن كان لفظه لفظ المعرفة عند من ليس بشاذ في النحو، ولا ماهر في العربية، وأما عند أهل التحقيق فهو نكرة، لأنه لم يرد الغمائم حقيقة، وإنما أراد مثل الغمائم، فهو مثل قول امرئ القيس:

* بمنجرد قيد الأوابد هيكل *

فقيد هنا نكرة، لأنه أراد مثل القيد، ولذلك نعت به منجردا، أو جعله في معنى مقيد، وكذلك قول عبدة بن الطيب:

*تحية من غادرته غرض الندى *

فنصب غرضا على الحال" (٣) .


(١) لروض الأنف، (٤/٣٨) .
(٢) لسيرة النبوية لابن هشام، (٤/٤٥) .
(٣) لروض الأنف، (٤/٦١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>