للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتكرر منه إطلاق مصطلح التشبيه على الاستعارة التصريحية، كما في تفسيره لقوله تعالى: (أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ((الزخرف: ٤٠) ، قال: "أي إن الله هو الذي يهدي ويوفق ويوصل الموعظة إلى آذان القلوب، لا أنت، وجعل الكفار أمواتا وصما على جهة التشبيه بالأموات وبالصم، فالله هو الذي يسمعهم على الحقيقة، إذا شاء، لا نبيه ولا أحد" (١) .

ويقول السهيلي أيضا في موضع آخر: "قوله عليه [الصلاة و] السلام: (أين لكع؟) يعني الحسن أو الحسين ممازحا لهما، فإن قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمزح ولا يقول إلا حقا، فكيف يقول أين لكع وقد سماه سيدا في حديث آخر؟ فالجواب أنه أراد التشبيه باللكع الذي هو الفلو أو المهر، لأنه طفل، كما أن الفلو والمهر كذلك، وإذا قصد بالكلام قصد التشبيه لم يكن كذبا، ونحو قوله عليه [الصلاة و] السلام: (لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس في الدنيا لكع بن لكع) (٢) واللكع في اللغة: وسخ الغرلة (٣) ، وهو أيضا الفلو الصغير" (٤) . وهذه استعارة تصريحية أطلق عليها مصطلح التشبيه.


(١) لروض الأنف، (٣/٦٢) .
(٢) واه الترمذي والبيهقي عن حذيفة، انظر: مشكاة المصابيح، (٣/١٤٧٤) .
(٣) لغُرْلَة: القُلْفَة، والأغرل: الأقلف. انظر: القاموس المحيط، مادة (غرل) .
(٤) لروض الأنف، (٣/١٧٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>