للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حبا، ووثقت نجواه بنجواك

أم أنت أسطورة قامت بفكرته

تحوّلت غادة لما تمناكِ

أم أنت من كرم ياخوسٍ معتقةٍ

قد انتفضت حياة حين صفاكِ

بل أنت من كل هذا جوهر عجبٌ

قضى فقدرك الباري فسوّاك (١)

٢ - الأسرة:

الأسرة هي “ قاعدة الحياة البشرية ” (٢) ، ولهذا فلابد أن تؤسس هذه القاعدة على أرض صلبة، حتى لا يتهاوى البناء ويتصدّع، واستراتيجية التأسيس تقوم على معايير ثابتة في اختيار العنصر الآخر الذي يشارك في بناء هذا الكيان، تضمن - بمشيئة الله - التناغم والانسجام وتكفل قوة البنية، وتطاول البناء. وحمزة شحاتة أقام كيانه الأسري “ ثلاث مرّات ” ولكن الكيان يتصدع، مرة تلو أخرى، وليس مهمتنا هنا “ الحفر الأركيولوجي ” عن أسرة حمزة شحاتة كيف قامت؟ ولماذا دب الخلاف بين الزوجين في كلّ مرة؟ المهمة هنا تقتضي الكشف عن فلسفة حمزة الجماليّة في وصف هذه القاعدة، وتأمل ذلك البناء، كما عاشه وكما أبدعه فنّاً جميلاً.

الشراكة التي عقدها حمزة شحاتة لبناء كيان أسرته كانت نتيجتها الندامة (( ... أما المتزوجون فندامتهم على الزوجيّة فقط)) (٣) هذا الندم نتيجة فشل حمزة في مهمته، وهو فشل لا يجد له تفسيراً إلا سوء الطالع ((لقد تزوجت ثلاث نساء على التعاقب، وأنا الآن أعزب، وولد لي من إحداهن أربع بنات باطراد، وبنت من الأخرى، وبقيت وحدي المسئول عن خمس بنات محرومات من الأمومة.

أليس في حاجة إلى تفسير؟! إنّ حسن الطالع أو سوءه هو التفسير)) (٤) .


(١) الديوان ص ٥٦.
(٢) في ظلال القرآن، سيد قطب، بيروت، دار الشروق، ط٧، ١٣٩٨ هـ / ١٩٧٨ م ١ / ٥٧٤.
(٣) رفات عقل ص ٣٧.
(٤) المرجع نفسه ص ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>