للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الرسالة عمل بشري، ولا شك أن أعمال البشر تتعرض لما يتعرض له الطبع البشري من نقص وسهو ونسيان، ولذا لم تخلُ هذه الرسالة من ذلك، فقد وقفت في أثناء تحقيقي لهذه الرسالة على شيء يسير من الوهم وقع فيه المؤلف، إذ وجدته رحمه الله قد نَسَبَ في الشرح إضافةً إلى النظم إجازة وقوع الجملة بعد «لا سِيَّما» إلى الرضي وحده، مع أَنَّ الصحيح أَنَّه لا خلاف بين العلماء في إجازة وقوع الجملة بنوعيها وكذلك الظرف بعد «لا سِيَّما» ، فقد نصَّ ابن مالك في التسهيل (١) وهو الإمام المشهود له بالعلم والفضل والتحقيق على جواز وقوع الظرف والجملة الفعلية بعد «لا سِيَّما» ، وذكر في شرح التسهيل (٢) شاهدا للظرف وللجملة بنوعيها، وتبعه في هذا شُرَّاح التسهيل كابن عقيل (٣) ، والسلسيلي (٤) ، والدماميني (٥) ، وأيضا السُّيوطي (٦) ، والبغدادي (٧) .

وقد َنَقَلَ المؤلفُ في الشرح كلامَ ابن مالك المذكور في شرح التسهيل إلا أَنَّه سَهَا عنه ونَسَبَ إجازة هذا إلى الرضي فقط.

وذكر المرادي أن وقوع الجملة الاسمية بعد «لا سِيَّما» هو الغالب (٨) ، وكذلك الدماميني (٩) ، ونقل البغدادي (١٠) عن المرادي ذلك، وذكر المؤلف شاهد له، وهو قوله: فِهْ بالعُقُود.... البيت.

... وذكر أبو حيان جواز وقوع الجملة الشرطية بعد «لا سِيَّما» (١١) ، وذكر له شاهدين: أحدهما من كلام العرب المنثور، والآخر من الشعر، وعنه نقل السيوطي من غير أن يُصرِّح بذلك (١٢) .


(١) ينظر التسهيل ص ١٠٧.
(٢) ينظر شرح التسهيل ٢/٣١٩.
(٣) ينظر المساعد ٢/٥٩٨.
(٤) ينظر شفاء العليل ٢/٥١٨.
(٥) ينظر تعليق الفرائد ٦/١٥١.
(٦) ينظر همع الهوامع ٣/٢٩٣.
(٧) ينظر الخزانة ٣/٤٤٧.
(٨) ينظر شرح التسهيل للمرادي ل ١٨٣ أ.
(٩) ينظر تعليق الفرائد ٦/١٥١.
(١٠) ينظر الخزانة ٣/٤٤٧.
(١١) ينظر الارتشاف ٣/١٥٥١.
(١٢) ينظر همع الهوامع ٣/٢٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>