للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمَّا الذي انفرد بإجازته الرضي فهو ورود «لا سِيَّما» بمعنى «خصوصا» ، ومن ثُمَّ تفرُّدها بأحكام مخالفةٍ لأحكامها حينما كانت بالمعنى الذي نصَّ عليه العلماء (١) ، أي: كونها بمعنى «مِثْل» وكون الاسم المذكور بعدها منبَّهٌ على أولويته بالحكم، فهي إذا كانت بمعنى «خصوصا» أُعربت مفعولا مطلقا، وصحَّ وقوع الجملة بنوعيها بعدها مقترنة بالواو، وصحَّ مجيء الحال مفردة بعدها، ولم يذكر الرضي ولا مَنْ أخذ بقوله شاهدا من الكلام الفصيح على ما ذهبوا إليه (٢) .

فمن هنا نعرف أَنَّه لا خلاف في جواز وقوع الجملة بنوعيها بعد «لا سِيَّما» وأَنَّ الرضي لم ينفرد بإجازة ذلك، بل هو جائز لدى العلماء؛ لوروده في كلام العرب. وعلى ما ذكرتُهُ نَصَّ العلماء الذين اطلعوا على كلام الرضي، كالمرادي؛ إذ قال في شرح التسهيل (٣) : (وما يوجد في كلام المصنفين من قولهم: ((لا سِيَّما والأمرُ كذا)) تركيب غير عربي) . وقال الدماميني في شرح المغني (٤) معلقا عليه: (والرضي قد أجازه فتأمله) . ونَصَّ على ما ذكرتُهُ في تعليق الفرائد (٥) فقال: (قال الرضي ولا أعلم من أين أخذه: وقد يُحذف ما بعد «لا سِيَّما» على جعله بمعنى «خصوصا» فيكون....) الخ. ونص عليه أيضا الصبان (٦) ، وكذلك الأمير (٧) .


(١) ينظر التسهيل ص ١٠٧، والمغني ص ١٨٦ و ١٨٧، وبراعة التأليف ص ٨٥ و ٩٠، وينظر الحاشية ذات الرقم ٤٠٦.
(٢) ينظر شرح الرضي ٢/٧٩٣، وهمع الهوامع ٣/٢٩٤، والخزانة ٣/٤٤٨، وبراعة التأليف ص ٩٠ و ٩٢.
(٣) ينظر شرح التسهيل للمرادي ل ١٨٣ ب.
(٤) ينظر شرح المغني ١/٢٨٤.
(٥) ينظر تعليق الفرائد ٦/١٥٢.
(٦) ينظر حاشية الصبان على الأشموني ٢/١٦٨.
(٧) ينظر شرح نظم السُّجاعي للأمير ص ١٠٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>