للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشوكاني (١) :- (اعلم أنه قد اتفق من يعتد به من أهل العلم على أن السنة المطهرة مستقلة بتشريع الأحكام وأنها كالقرآن في تحليل الحلال وتحريم الحرام ....والحاصل أن ثبوت حجية السنة المطهرة واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورية دينية ولا يخالف في ذلك إلا من لا حظ له في دين الإسلام) .

المسألة الرابعة: في دلالة المعقول على منزلة السنة النبوية.

قال الدكتور عبد الكريم زيدان (٢) :- (ثبت بالدليل القاطع: أن محمداً (رسول الله، ومعنى الرسول: هو المبلغ من الله، ومقتضى الإيمان برسالته: لزوم طاعته، والانقياد لحكمه، وقبول ما يأتي به، وبدون ذلك لا يكون للإيمان به معنى. ولا تتصور طاعة الله والانقياد إلى حكمه، مع المخالفة لرسوله () .

المطلب الثاني: في منزلة السنة عند سلف الأمة وأئمتها.

وفيه ثلاث مسائل:-

المسألة الأولى:- في منزلة السنة عند الصحابة رضي الله عنهم.

لقد كان للسنة النبوية في صدور سلفنا الصالح وأئمتنا منزلة عظيمة جداً فقد كان لها من الحب والاحترام والتقدير ما يهون معه كل شيء، بل كانوا يرون أن الهدى في الاعتصام بها والتمسك والعمل بها في كل شيء هو دليل التقوى، وقد تنوع ذلك الحب بين عمل بها وقول يحض ويدعو إلى توقيرها، والعمل بها، وحفظها، وضبطها، ونشرها، وهجر لمن أعرض عنها، وتحذير عن هجرها وترك لها.


(١) في كتابه إرشاد الفحول (٢٩) . وقد حكى الإجماع على ذلك كثير من أهل العلم. انظر عل سبيل المثال:- السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي (٣٧٦) وحجية السنة (٢٤٨، ٣٤١) وشرح المحلي على جمع الجوامع (٢/٩٤-٩٥) وفواتح الرحموت (١/١٧) .
(٢) في كتابه الوجيز (١٦٣) وانظر أيضاً منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد (١/١٠٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>