للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يكن أحد أكثر حباً لسنة المصطفى والعمل بها والحض عليها والتمسك بها والتحذير من مخالفتها من الصحابة رضي الله عنهم فقد أشتهر عنهم ذلك شهرةً لا تخفى على أحدٍ، وتواتر عنهم تواتراً لا يُدفع في مواقف كثيرة جداً فاقت العد والحصر.

ولكثرة ما تواتر عنهم في هذا المجال فإني سأكتفي بإيراد بعض الأمثلة التي تفي بالمراد، فمن ذلك:-

١- قول أبي بكر الصديق (١) –رضي الله عنه-: لست تاركاً شيئاً كان رسول الله (يعمل به، إلا عملت به فإني أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ.

٢-قول عمر بن الخطاب (٢) – رضي الله عنه – في تقبيله للحجر الأسود: إنك حجر لا تنفع ولا تضر؛ ولولا أني رأيت رسول الله (يقبلك ما قبلتك.

٣-قول علي (٣) رضي الله عنه:- إلا إني لست بنبي، ولا يوحى إلي؛ ولكني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه محمد (ما استطعت (٤) .

المسألة الثانية:- في منزلة السنة عند التابعين.


(١) رواه البخاري في صحيحه (٤/٤٢) في باب فرض الخمس وانظر ما هو بمعناه في سنن الدارمي (١/٤٢) وسنن ابن ماجة (٢/٩١٠) .
(٢) رواه البخاري في صحيح (٢/١٦٢) في باب تقبيل الحجر وانظر ما هو في معناه في موطأ مالك (١/٢٧٨) وصحيح البخاري (٤/٦٢) وسنن النسائي (٨/٢٣١) وإعلام الموقعين (١/٥٤-٥٥) .
(٣) حجية السنة (٢٤٨) وانظر ما هو في معناه في صحيح البخاري (٢/١٥١) .
(٤) وقد نقل عن كثير من الصحابة رضي الله عنهم ما يدل على توقيرهم للسنة وعدم تقديم شيء عليها والرجوع إليها والتعويل عليها في جميع أمورهم، ومن أولئك عبد الرحمن بن عوف وابن عباس وابن عمر وعمران بن حصين وعبد الله بن مغفل وخراش بن جبير وغيرهم. انظر ما ورد عنهم في: صحيح البخاري (٦/٢١٩) ، (٨/١٢٣) ومسند الإمام أحمد (١/٣٣٧) وصحيح مسلم (١/٦٤، ٣٢٧) ، (٣/١١٧٦) وشرح السنة للبغوي (٨/٢٥٧) وسنن الدارمي (١/٧٩-٨٠) وجامع بيان العلم وفضله (٢/٢٣٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>