للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك في قوله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي} . والاحصار: من حصره إذا منعه، فالاحصار بمعنى المنع، وذلك بأن يحصل للإنسان مانع يمنعه من اتمام النسك من عدو أو غيره.فعليه الهدي كما هو نص الآية: {فما استيسر من الهدي} .

وهذا ما فعله رسولنا (في الحديبية حيث أمر أصحابه أن ينحروا (١) ويحلقوا أو يقصروا لقوله تعالى: {ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله} .

أما ما يتعلق بنوع الحصر والتفصيل في ذلك وما يتعلق بهذه المسألة من أحكام فلم تتعرض له الآية، وإنما أخذ ذلك من سيرة الرسول (في غزوة الحديبية.

هذا مجمل لما ذكر في القرآن الكريم من أحكام الحج.

المبحث السادس: آداب تتعلق بالحج:

لقد تحدث القرآن الكريم عن هذه العبادة من حيث فرضها ومكانها وزمانها وأركانها، وتحدث أيضاً عن المحافظة عليها من الشوائب والنواقص.

وجاء الحديث عن هذه الآداب في مواطن وآيات متفرقة في القرآن الكريم، منها ما يتعلق بذات العبادة، ومنها ما يتعلق بمكانها وزمانها.

أما ما يتعلق بمكانها فقد تقدمت الإشارة إلى وجوب تطهيره من الشرك والمشركين.

وأما ما يتعلق بزمانه فمن ذلك قوله تعالى:

{الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج} (٢) .

١ - اجتناب الرفث:

والرفث الجماع كما قال تعالى: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} (٣)

قال ابن كثير رحمه الله:

(وكذلك يحرم تعاطي دواعيه من المباشرة والتقبيل ونحو ذلك وكذلك التكلم به بحضرة النساء) (٤) .

وقال ابن تيميه رحمه الله:


(١) أخرجه البخاري في الشروط، ح / ٢٧٣١ -٢٧٣٢.
(٢) سورة البقرة (١٩٧)
(٣) سورة البقرة (١٨٧)
(٤) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ١/٢٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>