للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولعلّ ذلك ما حمل بعض المعجّمين على أن يقولوا في بعض الكلمات النّاقصة: إنّها بالواو والياء؛ دون ترجيحٍ؛ على الرّغم من أنّ الكلمة الواحدة ليس لها إلاّ أصلٌ واحدٌ؛ ألا ترى إلى قول ابن سيده: "كَرَا الأرض كرْواً: حَفَرَها؛ وقد تَقَدَّم ذلك في الياء؛ لأنّ هذه الكلمة يائيّةٌ وواويّةٌ "١، وقال مثل ذلك في غير موضعٍ٢.

ومثل ذلك كثير في (اللّسان) ٣.

وثَمَّة مقياسٌ بين الأصول يصلح لهذا النّوع من التّداخل؛ وهو حمل ما جُهل أصله؛ ولم يظهر في الاشتقاق ممّا انقلب عن حرف علّةٍ - كالألف والهمزة المتطرّقة - على الأكثر؛ وهو الياء؛ كما تقدّم٤.

وفيما يلي بيان التّداخل في هذا النّوع؛ من خلال بعض الأمثلة:

فمن ذلك تداخل الأصلين (ط غ و) و (ط غ ي) في قوله عزّ وجلَّ: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا} ٥، وهو مصدر الثّلاثيّ (طَغَى) ومعناه: جاوز القَدْرَ وارتفع وغلا في الكفر، وللعلماء في أصله قولان:

الأوّل على أنّه من (ط غ ي) قال الزّجّاج: "أي بطغيانها، وأصل


١المحكم ٧/٩٩.
٢ المحكم ٤/١٩.
٣ ينظر: على سبيل التّمثيل: (دغا) ١٤/١٤/٢٦٣، و (دها) ١٤/٢٧٥، و (عنا) ١٥/١٠٣، و (غطى) ١٥/١٣٠، و (هجا) ١٥/٣٥٣، و (هنا) ١٥/٣٦٩.
٤ ينظر: ص (٢٥٨) من هذا البحث.
٥ سورة الشّمس: الآية ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>