فكثرت المصنفات في مذهب الحنابلة وتفاوتت بين الاختصار والتوسع ابتداء من زمن الإمام أحمد – رحمه الله – إلى يومنا هذا.
واشتهرت مصنفاتهم ونالت قصب السبق، واحتلت مكانة مرموقة بين كتب المذاهب الأخرى كمؤلفات ابن قدامة رحمه الله تعالى، ومؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى.
لذلك اهتم علماء الحنابلة بمؤلفات متقدميهم، وعملوا على نشرها وإظهارها، وتقديمها للقارئ للاستفادة منها، والاعتماد عليها في معرفة أقوال الإمام، والنظر في آراء مجتهدي المذهب في كثير من المسائل التي يحتاج إليها الباحث.
وكان من بين متأخري فقهاء الحنابلة الذين أسهموا إسهاما بارزا في تدوين فقه الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – الفقيه والمؤرخ الشهير عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد الحنبلي المتوفى سنة (١٠٨٩هـ) ، والذي اشتهر من خلال كتابه (شذرات الذهب) .
حيث صنف كتابا خاصا في مسائل الأيمان والطلاق، دون فيه أهم المسائل الفقهية في هذين البابين، وحررها على مذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى، وهو كتابه هذا الذي أقدمه إليك أيها القارئ الكريم، وعنوانه:
[معطية الأمان من حنث الأيمان] ، ولم يقتصر فيه ابن العماد – رحمه الله – على ذكر مذهب الحنابلة فقط، بل أورد فيه أقوال الأئمة الثلاثة الآخرين، مع ذكر الأدلة في غالب المسائل التي دونها في كتابه هذا، وعرج على ذكر أقوال الصحابة والتابعين وغيرهم من الفقهاء المشهورين.
وهو كتاب جامع لأهم المسائل الفقهية، والفرعيات الجزئية في كتابي الأيمان والطلاق، حرره ابن العماد بأسلوب سهل، وعبارات جزلة دقيقة، يسهل على