اجتمع لدي ثلاث نسخ لتحقيق هذا الكتاب، وكانت أول نسخة عثرت عليها في دار الكتب المصرية بالقاهرة، ولما قرأتها وتصفحتها رأيت أنه من المناسب إخراج هذا الكتاب الفقهي المهم، لاسيما وأن ابن العماد الحنبلي قد اشتهر عنه أنه أديب ومؤرخ، ولم يعرف بأنه فقيه، ففي إظهار كتابه هذا وتحقيقه إبراز لشخصية ابن العماد كفقيه من خلال تصنيفه لكتابه هذا [معطية الأمان من حنث الأيمان] .
ثم بدأت رحلة البحث والتنقيب عن نسخ أخرى للكتاب، وخاصة وأنه عند رجوعي لترجمة ابن العماد في كتاب (الأعلام) وجدت أن الزركلي قد نسب إليه عدة مصنفات وقال: "منها معطية الأمان من حنث الأيمان بخطه عندي"، فانصب جهدي على الحصول على هذه النسخة، لكن كيف الطريق إليها وقد تبعثرت مكتبة الزركلي بعد وفاته، فبعضها في جامعة الملك سعود بالرياض، وبعضها في القاهرة، والبعض الآخر في بيروت، وبعد سؤال المختصين في تلك الأماكن لم أجد إجابة شافية، ولم أتمكن من الوقوف عليها.
ولكن الله تعالى وفقني وهداني إليها في وقت كنت فيه أبحث عن كتاب آخر غيرها، فلم أشعر إلا وبطاقتها أمامي برقمها وعدد أوراقها، وذلك في قسم المخطوطات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وبعد اطلاعي عليها، رأيت ختم مكتبة الزركلي قد كتب على غلافها الخارجي، وكذا توقيعه عليها، فحمدت الله حمدا كثيرا على هذا العون والتوفيق.
ثم حصلت على نسخة ثالثة ضمن كتب المجاميع في دار الكتب المصرية بالقاهرة، فاجتمع لدي ثلاث نسخ للكتاب، إحداها نسخة المؤلف، وإليك وصفا شاملا للنسخ الثلاث: