يذكر ابن خزيمة في بداية كل كتاب:"المختصر من المختصر من المسند"، فمثلاً يقول في الصفحة ٤٥: كاب الوضوء، "مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -"، وفي الصفحة ١٨٦: كتاب الصلاة، "المختصر من المختصر من المسند الصحيح".
وفي الورقة (٢٢٨ - أ) الصفحة ١٠٧٠: كتاب الزكاة، "المختصر من المختصر من المسند .. " وفي الورقة (٢٥٣ - أ) الصفحة ١١٩٩: كتاب المناسك، "المختصر من المختصر من المسند".
ومن هذا يتضح جليًا أن هذا الكتاب ما هو إلا مختصر لكتابه "الكبير". وأشار ابن خزيمة إلى كتابه "الكبير" مرة بعد مرة، كما أشار إلى "المختصر" أيضًا وفرَّق بينهما.
فقال في كتاب "التوحيد" ص ٢٢٧: "قد أمليت طرق هذا الخبر في كتاب "المختصر" من كتاب الصلاة" .. وأشار إلى كتابه "الكبير" في كتاب "التوحيد" ص ١٠٤، فقال:"خرّجته بطوله في كتاب الصدقات من "كتاب الكبير" كما ذكر هذا الكتاب مرة بعد مرة في "الصحيح" ذاته، فقال في الصفحة ٢٧٨: "قد خرّجت طرق هذا الخبر وألفاظها في كتاب الصلاة "كتاب الكبير""، وقال مرة أخرى في الصفحة ٣١٥، ٣١٦: "خرّجته في "كتاب الكبير". وقال بعد ذلك في الصفحة ٣٣٦:"قد خرّجت هذا الباب بتمامه في كتاب الصلاة "كتاب الكبير""، ثم ذكره في الصفحة ٣٦٤ قائلاً:"خبر أيوب عن أبي قلابة خرّجته في "كتاب الكبير"".
[المسند الكبير لابن خزيمة]
رأينا أن ابن خزيمة أشار إلى كتابه "الكبير" في كتاب التوحيد وكذلك ذكره مراراً في هذا المختصر أيضاً. وهنا ينشأ سؤال آخر، هل ألّف ابن خزيمة، "المسند الكبير" أولاً ثم اختصر منه هذا "الصحيح"، أو كان