(١) (قلت: بل الغلط من المؤلف نفسه رحمه الله تعالى، كيف لا، وهذا الذي ظنه غلطا قد جاء من طرق أربعة في حديث ابن عباس وغيره، بعضها في "الصحيح" من وقف عليها علم يقينًا أن رواية: "ولا مطر" رواية صحيحة، قد قالها ابن عباس رضي الله عنه، كما رويت عن غيره وإليك البيان: ١ - أخرج مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما" وأبو داود وغيرهم عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به. ٢ - عن جابر بن زيد عن ابن عباس به. أخرجه أحمد بسند صحيح غاية. ٣ - عن صالح مولى التوأمة عنه. أخرجه ابن أبي شيبة والطحاوي وأحمد والطبراني وسنده حسن في المتابعات. ٤ - عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً به نحو حديث ابن عباس. أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق". وقد خرجت هذه الطرق في "إرواء الغليل" (٥٧٩). قلت: فهذه أربعة طرق بعضها صحيح قطعًا، وبعضها مما يستشهد به دون ريب، وكلها قد أجمعت على أن جمعه صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة لم يكن من أجل المطر، فقول مالك المخالف لها مردود بداهة، وكذلك قول المصنف المؤيد له. والظن بهما أنهما لم يطلعا على هذه الطرق، بل ولا على بعضها، وليس ذلك غريبًا بالنسبة إليهما، لأن الحديث لم يكن قد استقصي =