للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جهةٍ، وعلى أيِّ حالٍ" (٥٣).

وكما أنَّه تعالى لا يوصَف بصفةٍ مخلوقةٍ، فلا يسمَّى باسم مَخلوقٍ.

٥ - أخبرَ تعالى عن تَنزيلهِ منه وإضافتهِ إليهِ، كما قالَ: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [السجدة: ٢]، وقالَ: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} [الأنعام: ١١٤]، وقال: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} [النحل: ١٠٢]، ولَم يُضِف شيئًا ممَّا أنزلَه إلى نفسِه غير كلامِهِ (٥٤)، ممَّا دَلَّ على الاختصاصِ بمَعنى، فليسَ هو كإنزالِ المَطَر والحديد وغير ذلك، فإنَّ هذه الأشياءَ أخبرَ عن إنزالِها، لكنَّه لم يُضِفْها إلى نفسِهِ، بخِلافِ كلامِهِ تعالى، والكلامُ صِفَةٌ، والصِّقَةُ إنَّمَا تُضافُ إلى مَن اتَّصَفَ بها لا إلى غيرهِ، فلو كانت مخلوقةً لفارقت الخالقَ، ولم تصلحْ وَصْفاً له، لأنَّه تعالى غَنِيُّ عن خَلقِهِ، لا يَتَّصفُ بشيءٍ منه.

• منه أدلة السنة:

١ - حديث خَوْلَةَ بنت حَكيم السُّلميَّة قالَتْ: سَمِعْتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:

"مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً ثُمَّ قَالَ: أعوذُ بِكَلِماتِ الله التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ، لم يَضُرَّهُ شَيْءٌ حتَّى يرتَحِلَ مِنْ مَنْزِلهِ ذلكَ" (٥٥).


(٥٣) رواه ابنه صالح في "المحنة" ص: ٦٩.
(٥٤) انظر: "مجموع الفتاوى": ١٢/ ٢٤٧، ٢٩٧.
(٥٥) حديثٌ صحيح.
أخرجه أحمد ٦/ ٣٧٧، ٤٠٩ ومسلم ٤/ ٢٠٨٠ والترمذي رقم (٣٤٣٧) =

<<  <   >  >>