وهو مَنْ قامَتْ به صفةُ الكلام، فبها صارَ متكلِّماً.
والعقلاءُ متفقونَ على أن الحركة إذا قامَتْ بمحلٍّ صحَّ وصفُ المحلّ بكونهِ متحركاً، وإذا قامَ العِلْمُ بمحلٍّ صحَّ وصفُه بكونه عالِماً، وكذلك كلُّ صفةٍ.
فالكلامُ صفةٌ، إذا قامَتْ بموصوفٍ سمّي "متكلّماً".
فحين يَردُ على سَمْعِكَ:{إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} عَقِلتَ منه أنَّ لله تعالى صفةَ السَّمعِ، وصفةَ العلمِ.
فكذلكَ حينَ يَرِد على سَمْعِكَ:{وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى} فإنَّكَ تعقِل منه أن لله تعالى صفةَ الكلامِ.
فدلَّ هذا على أنَّ الصِّفَةَ إنَّما تقوم بالموصوف.
وفي هذا إبطالٌ لقولِ المُلحدين في أسماءِ الله وصفاتِهِ: إنَّ الصفةَ لا تقومُ بالموصوفِ، وعليهِ قالَ من قالَ منهم: إنَّ الله سميعٌ بلا سَمع،