للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: "القرآنُ كلامُ الله، وكلامُ الله ليسَ بمَخلوقٍ" (٧٦).

١٢ - سليمان بن حَرْبٍ (ثقَةٌ جَبَلٌ صاحبُ سُنَّة):

قال عباسُ بن عبد العظيم -وكان ثِقَةً- سمعتُ سُليمانَ بن حَرْبٍ قال:

"القرآنُ ليسَ بمَخلوقٍ".

فقلت له: إنَّكَ كنتَ لا تقولُ هذا، فما بَدا لكَ؟

قالَ: "استَخْرَجْتُهُ من كتاب الله عَز وجَل: {لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ} [آل عمران: ٧٧] فالكلام والنظرُ واحدٌ" (٧٧).

١٣ - الإِمام أحمدُ بن حَنبل إمام أهل السُّنَّة:

النَّقْلُ عنه في ذلك متواترٌ، والناقلونَ عنه لا يُحصيهم العدُّ، وكَفى ما كان منه في المِحْنَةِ مع الجهميةِ المعتزلةِ القائلين بخلقِ القرآن، وقد تقدَّم ذكرُ بعضِ النقلِ عنه، وسيأتي بعض ذلك متناثِراً.

وممَّا يَحْسُنُ ذكرُهُ هنا ما قالَه الإِمام أحمدُ جواباً لسؤالِ المتوكّلِ عن مسألة القرآنِ:

"وقد رُويَ عن غير واحدٍ ممَّن مَضى من سَلَفِنا رحمهم الله أنَّهم كانوا يقولون: القرآنُ كلام الله عَزَّ وجَلَّ، وليس بمخلوقٍ، وهو الذي أذْهَبُ إلَيهِ، ولسْتُ بصاحبِ كلامٍ، ولا أرى الكلامَ في شَيْءٍ من هذا، إلاَّ ما كانَ في


(٧٦) رواه أبو داود في "المسائل" ص: ٢٦٦ بسند صحيح.
(٧٧) رواه عبد الله بن أحمد في "السنة" رقم (١٦٩) عن عباس عنه به.

<<  <   >  >>