للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - وقول ابن عبَّاس رضي الله عنه:

"ما يمنَعُ أحدَكُم إذا رَجَعَ من سُوقِهِ، أو منْ حاجَتِهِ، إلى أهْلِهِ، أنْ يَقْرأ القرآنَ فيكونَ لَه بكلِّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَناتٍ" (٢٣).

٤ - وقالَ شُعَيْبُ بن الحَبْحاب (ثِقَةٌ منْ صِغار التَّابعينَ):

كانَ أبو العاليةِ إذا قَرَأ عنده رَجُلٌ لم يَقُلْ: ليس كما يَقرأ، وإنَّما يَقولُ: أمَّا أنا فأقرأ كَذا وكَذا، قال: فذكَرْتُ ذلك لإِبراهيمَ النَّخَعيّ، فقالَ:

أرى صاحِبَك قَدْ سَمِعَ: "أنَّ مَنْ كَفَرَ بحَرْفٍ منهُ، فقد كَفَرَ به كُلِّه" (٢٤).

* وأمَّا كلامُهُ تعالى بصَوْتٍ، فقد قامت الدَّلائلُ القَواطِعُ على إثباتِهِ، وهو كسائِر صفاتِهِ تعالي، كلما أنَّها لا تَشْبَهُ صفاتِ المَخلوقينَ، فصوتُهُ تعالى لا يشبَهُ أصواتَهم، وقياسُ الخالِق على المَخلوقٍ تَشْبيهٌ، والله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} في ذاتِهِ، وجَميعِ صفاتِهِ.

والأدلَّةُ على إثباتِ كلامِ الله تعالى بصَوْتٍ كثيرةٌ، منها:

١ - تكليمُهُ تعالى لموسى عليه السَّلام، فإنَّه قالَ له: {فَاسْتَمِعْ لِمَا


= وسنده صحيح.
وروي من غير هذا الوجه عن عبد الله مرفوعاً وموقوفاً، والصواب وقفه مع أن له حكم الرفع كما لا يخفى، وشرحت ذلك في تعليقي على "مناظرة ابن قدامة في مسألة القرآن"، وفي آخر تحقيقي لكتاب "الرد على من يقول (الم) حرف".
(٢٣) رواه ابن المبارك في "الزهد" رقم (٨٠٧) وسنده جيد.
(٢٤) رواه ابن أبي شيبة ١٠/ ٥١٣ - ٥١٤ وابن جرير في "التفسير" رقم (٥٦) وسنده صحيح.

<<  <   >  >>