للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكما قال: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: ١٣ - ١٤].

وكما قال: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: ٧١].

وقال النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّ أمَّتي يدخلون الجنَّةَ إلَّا مَنْ أبى". قالوا: يا رسولَ الله! ومَن يأبى؟ قال: "مَن أطاعَني دخلَ الجنَّةَ، وَمَن عَصاني فقَدْ أبى" (١).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ مَثَلي وَمَثَلَ ما بعَثَنَي الله بهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أتى قَوْمَهُ، فقالَ: يا قَوْم! إنّي رأيتُ الجيشَ بِعَيْنَىَّ، وَإنّي أنا النَّذيرُ العُرْيانُ؛ فالنَّجاءَ! فأطاعَهُ طائفةٌ مِنْ قَوْمِهِ، فأدْلَجوا، فانطَلَقوا على مُهْلَتِهِمْ، وكذّبَتْ طائفةٌ منهم، فأصبحوا مكانَهم، فصبَّحَهم الجَيْشُ، فأهلكَهم واجْتاحَهم؛ فذلك مَثَلُ مَنْ أطَاعَني واتَّبَعَ ما جئتُ بهِ، وَمَثَلُ مَنْ عَصاني وَكَذَّبَ ما جِئْتُ بهِ مِنَ الحقّ" (٢).

فهما طريقانِ: اتِّباعُ الرَّسولِ -صلى الله عليه وسلم- وطاعَتُهُ، أو اتِّباعُ الهَوى، وليسَ من


(١) حديث صحيح.
أخرجه أحمد ٢/ ٣٦١ والبخاري ١٣/ ٢٤٩ من طريق فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعاً.
(٢) حديث صحيح.
أخرجه البخاري ١١/ ٣١٦ و ١٣/ ٢٥٠ ومسلم (٢٢٨٣) من طريق أبي أسامة عن بُرَيد عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- به.

<<  <   >  >>