للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقالَ عبد الله: سمعتُ أبي يقولُ: "مَنْ قال: لَفْظي بالقرآنِ مخلوقٌ، هذا كلامُ سُوءٍ رديءٌ، وهو كلامُ الجَهمية".

قلت له: إنَّ الكَرابيسيَّ يقولُ هذا، فقالَ:

"كذَبَ، هَتَكَهُ الله، الخَبيثُ".

وقال: "قد خَلَفَ هذا بِشْرًا المَرِيسيَّ" (١٩).

قلتُ: والكَرابيسي هو الحُسَين، من أسلاف الأشعريَّةِ والماتُريديَّة في مسألةِ اللَّفظِ، فإنَّ مقالَتَهم نَفْسُ مقالَتِهِ معَ زيادةٍ عليه، وهو أحسن حالًا منهم بكَثيرٍ.

وهذا الذي ذكرتُ بعضُ ما نَقَلَ عبدُ الله عن أبيه.

٢ - صالح ابنه عنه.

قال: قلتُ لأبي: مَن قالَ: لفظي بالقرآنِ مخلوقٌ يُكَلَّمُ؟ قال: "هذا لا يُكلَّمُ، ولا يصلَّى خَلْفَه، وإنْ صلَّى رجُلٌ أعادَ" (٢٠).

وسَبَقَ قبلَ قليلٍ نقلُهُ عن أبيه قولَه في افتراقِ الجَهْمية إلى ثلاثِ فِرَقٍ، منها اللفظيَّة.

٣ - يعقوب بن إبراهيم الدَّوْرقيّ عنه.

قال لَه أحمد: "إنَّ اللَّفْظيَّةَ إنَّما يدورونَ على كلام جَهْمٍ، يزعُمونَ أنَّ جبريلَ إنَّما جاءَ بشيءٍ مخلوقٍ" يعني: جبريل، مخَلوقٌ جاء به إلى


(١٩) رواه عبد الله في "السنَّة" رقم (١٨٦).
(٢٠) رواه صالح في "المحنة" ص: ٧٠.

<<  <   >  >>